هذه أحكام الأضحية

هذه أحكام الأضحية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.
فإن الأضحية من شعائر الله الظاهرة التي أجمع المسلمون على مشروعيتها(1)، وداوم النبي - صلى الله عليه وسلم- على فعلـها، كما في حديث أنس -رضي الله عنه- (أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- انكفأ إلى كبشين أقرنين أملحين، فذبحهما بيده). (2)
وإليك أيها القارئ الكريم مسائل في الأضحية وأحكامها تحت العناوين الآتية:
أولاً: حكمها:الأظهر من قولي العلماء أنها سنة مؤكدة للقادر عليها،وهو قول الجمهور، وليست بواجبة؛ لجملة من الأدلة منها:1) أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ضحى عمن لم يضحّ من أمته، كما في حديث جابر -رضي الله عنه(3).2) حـديــث أم سـلـمـــة -رضي الله عنها-، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمسّ من شعره وبشره شيئاً)(4)، فقوله: (وأراد) ظاهر الدلالة في عدم الوجوب(5).3) أن أبا بكر وعمر -رضي الله عنهما- كانا لا يضحيان كراهية أن يقتدى بهما(6).4) قول أبي مسعود الأنصاري -رضي الله عنه- (إني لأدع الأضحى وإني لموسر، مخافة أن يرى جيراني أنه حتم عليّ).(6)
ثانياً: وقتها:يبدأ وقت ذبح الأضحية من بعد صلاة العيد؛ لحديث أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (من ذبح قبل الصلاة فإنما ذبح لنفسه، ومن ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه وأصاب سنة المسلمين) (7)، ويمتد وقت الذبح إلى آخر أيام التشريق، وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، فتكون أيام الذبح أربعة، لحديث جبير بن مطعم مرفوعاً: (... وفي كل أيام التشريق ذبح)(8). والأفضل ذبحها في اليوم الأول بعد الصلاة؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- (إن أوّل ما نبدأ به من يومنا هذا أن نصلي، ثم نرجع فننحر)(7).
ثالثاً: صفة ذبحها:يسن أن يذبحها بيده، فإن كانت من البقر أو الغنم أضجعها على جنبها الأيسر، موجهة إلى القبلة، ويضع رجله على صفحة العنق، ويقول عند الذبح : بسم الله والله اكبر، اللهم هذا منك ولك، اللهم هذا عني (أو اللهم تقبل مني) وعن أهل بيتي، أو عن فلان -إذا كانت أضحية موصي -، ويدل على هذه الصفة الأحاديث الآتية:1- حديث أنس -رضي الله عنه- قال: (ضحى النبي بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده، وسمّى وكبّر، ووضع رجله على صفاحهما)(9).2- حديث جابر السابق.3- حديث عائشة -رضي الله عنها- (أن رسول الله أمر بكبش أقرن، يطأ في سواد، ويبرك في سواد، وينظر في سواد(10)، فأتي به ليضحي به، فقال لها: يا عائشة هلمي المدية، ثم قال: اشمذيها بحجر، ففعلتُ، ثم أخذها وأخذ الكبش فأضجعه، ثم ذبحه ثم قال: باسم الله، اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمّة محمد، ثم ضحى به)(11).4- أن ابن عمر -رضي الله عنهما- كان يكره أن يأكل ذبيحة ذبحت لغير القبلة.(12)
- أما جملة: (اللهم هذا منك ولك) فقد جاءت في حديث جابر -رضي الله عنه- وإسناده صحيح لولا عنعنة أبي إسحاق، إلا أن لها شاهداً يتقوى به(13).
- و إن كانت الأضحية من الإبل نحرها معقولة يدُها اليُسرى؛ لحديث ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه أتى على رجل قد أناخ بدنته ينحرها، فقال: (ابعثها قياماً مقيّدة، سنّة محمد)(14).
وعن عبدالرحمن بن سابط -رحمه الله- (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه كانوا ينحرون البدنة معقولة اليُسرى، قائمة على ما بقي من قوائهما).(15)
رابعاً: ويحرم بيع شيء منها حتى من شعرها وجلدها، ولا يعطى الجزّار بأجرته منها شيئاً؛ لقول علي -رضي الله عنه- (أمرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أقوم على بُدْنه، وأن أتصدق بلحمها وجلودها وأجلتها، وأن لا أعطي الجزار منها) (16) (قال: نحن نعطيه من عندنا).(17)
خامساً: ما يجزئ في الأضحية:أ- لا تجزئ إلا من الإبل والبقر والغنم؛ لقوله تعالى ((لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ)) [الحج:34] وبهيمة الأنعام هي: الإبل، والبقر، والغنم(18).ب- تجزئ الشاة عن الواحد وأهل بيته، لقول أبي أيوب -رضي الله عنه- لما سئل: كيف كانت الضحايا على عهد رسول الله؟ فقال: (كان الرجل يضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته)(19).
وتجزئ البدنة والبقرة عن سبعة وأهل بيوتهم؛ لحديث جابر -رضي الله عنه-، قال: (خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مهلين بالحج، فأمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نشترك في الإبل والبقر، كل سبعة منا في بدنة).(20)
ج- أقل ما يجزئ من الضأن ما له نصف سنة، وهو الجذع؛ لقول عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال:(ضحينا مع رسول الله بجذع من الضأن)(21).
وأقل ما يجزئ من الإبل والبقر والمعز سنّة؛ وهي من المعز ما له سنة، ومن البقر ما له سنتان، ومن الإبل ما له خمس سنين(22)؛ لحديث جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(لا تذبحوا إلا سنة، إلا أن يعسر عليكم، فتذبحوا جذعة من الضأن). (23)
د- أربع لا تجوز في الأضاحي، كما في حديث البراء بن عازب -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: (أربع لا تجوز في الأضاحي: العوراء البيّن عورها، والمريضة البيّن مرضها، والعرجاء البيّن ظلعها(24)، والكسير(25)، وفي لفظ: والعجفاء(26) التي لا تنقي(27))(28).
سادساً: ما يجتنبه المضحي:إذا دخلت العشر حرم على من أراد أن يضحي أخذ شيء من شعره أو ظفره أو جلده حتى يذبح أضحيته؛ لحـديـــث أم سلمة -رضي الله عنها- أن النبي قال: (إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فـلا يمس من شعره وبشره شيئاً)، وفي رواية (ولا من أظافره شيئاً حتى يضحي).(29)، وهذا النهي خاص بصاحـب الأضـحـيـة، أمـــا المضحى عنهم من الزوجة والأولاد فلا يعمهم النهي؛ لأن النبي ذكر المضحي، ولم يذكر المضحى عنهم. ومن أخذ شيئاً من شعره أو ظفره في العشر متعمداً فلا يمنعه ذلك من الأضـحـيــة، ولا كـفـارة عليه، ولكن عليه أن يتوب إلى الله (تعالى).
سابعاً: الأضحية عن الميت:أ- تصح الأضحية عن الميت إذا كانت إنفاذاً للوصية.ب- أمـا أن يـفــرد الميت بأضحية تبرعاً، فهذا ليس من السنة، وقد مات عم النبي حمزة وزوجته خديجــة، وثلاث بنات متزوجات، وثلاثة أبناء صغار، ولم يرد عنه أنه أفردهم أو أحداً منهم بأضحية.جـ-إن ضحى الرجل عنه وعن أهل بيته ونوى بهم الأحياء والأموات شملهم جميعاً(30).
===============
الهوامش :
1) انظر: المغني، جـ13 ص360.                       2) البخاري: كتاب الأضاحي، جـ6 ص234.
3) أخرجه أحمد، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي...     4) مسلم: ح/1977.
5) انظر: المغني، جـ13ص361، المجموع، جـ8ص356.
6) أخرجه البيهقي، وصححه الألباني في الإرواء.          7) البخاري: كتاب الاضاحي، جـ6ص234.
8) قال ابن حجر: (أخرجه أحمد، ولكن في سنده انقطاع ووصله الدار قطني ورجاله ثقات) (الفتح، جـ10ص10).
9) البخاري: كتاب الاضاحي، جـ6ص237.
10) أي: إن أظلافه، ومواضع البروك منه، وما أحاط بعينيه: أسود.
11) مسلم: ح/1967.                12) أخرجه عبدالرزاق بإسناد صحيح.
13) أورده الهيثمي في المجمع (جـ4 ص350)..     14) أخرجه البخاري ومسلم.
15) صحيح سنن أبي داود للألباني، ح/1553.         16) متفق عليه.        17) أخرجه مسلم.
18) المغني: جـ13 ص368، ابن كثير، جـ5 ص412.        19) أخرجه الترمذي، جـ2 ص90.
20) أخرجه مسلم.           21) أخرجه النسائي، جـ3 ص915.     22) المغني، جـ13 ص369.
23) أخرجه مسلم.           24) أي: عرجها.          25) أي: المنكسرة.       26) أي: المهزولة.   
27) أي: لا مخ لها لضعفها وهزالها.           28) صححه الألباني، انظر: الإرواء، جـ4 ص361.
29) أخرجه مسلم.                     30) انظر: أحكام الأضحية للشيخ ابن عثيمين. 
مجلة البيان - العدد 100 ذو الحجة 1416 هـ
موقع : صيد الفوائد

أخطاء شائعة تقع فيها بعض النساء خلال الحج والعمرة..

بسم الله الرحمن الرحيم


أخطاء شائعة قد تقع فيها بعض النساء خلال الحج والعمرة


هناك أخطاء تقع فيها النساء خلال الحج والعمرة إما جهلاً


أو تهاوناً أو اتباعاً للهوى ومن هنا كان لابد من ذكرها وبيان  الصواب فيها
 
ومنها:




 






 
 



 


 
المراجع
 
موقع صيد الفوائد:http://saaid.net/book/open.php?cat=87&book=3076
موقع الحج والعمرة:http://www.tohajj.com/Display.Asp?Url=akht001.htm
 

إتمام الحج بين ‘خذوا عني‘ و‘افعل ولا حرج‘

إتمام الحج بين ‘خذوا عني‘ و‘افعل ولا حرج
عبد الله بن محمد البصري
أَمَّا بَعدُ: فَأُوصِيكُم -أَيُّهَا النَّاسُ- وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- وَتَعظِيمِ شَعَائِرِهِ: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِن تَقوَى القُلُوبِ) [الحج:32].

أَلا وَإِنَّ مِن شَعَائِرِ اللهِ الَّتي شَرَعَ تَعظِيمَهَا حَجَّ بَيتِهِ الحَرَامِ، تِلكُمُ العِبَادَةُ العَظِيمَةُ وَالقُربَةُ الجَلِيلَةُ، الَّتي يَجِبُ عَلَى مَن أَهَلَّ بها أَن يُتِمَّهَا، سَوَاءً فَرضًا كَانَ حَجُّهُ أَم نَفلاً، قَالَ سُبحَانَهُ: (وَأَتِمُّوا الحَجَّ وَالعُمرَةَ للهِ) [البقرة:196].

وَإِنَّ مِن شَرطِ إِتمَامِ الحَجِّ بَعدَ إِخلاصِهِ للهِ سُبحَانَهُ أَن يَكُونَ وِفقًا لِمَا جَاءَ بِهِ مَن أُمِرنَا بِاتِّباعِهِ وَالتَّأَسِّي بِهِ؛ حَيثُ قَالَ -عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ-: "خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُم"؛ إِذْ لا يُمكِنُ أَن يَتَبَيَّنَ مُرَادُ اللهِ مِنَ الأَمرِ بِإِتمَامِ الحَجِّ وَالعُمرَةِ إِلاَّ بِهَذَا، وَمِن ثَمَّ فَقَد جَعَلَ العُلَمَاءُ الأَصلَ في المَنَاسِكِ التَّوقِيفَ وَالحَظرَ، فَلا يَأتي الحَاجُّ بِشَيءٍ يَتَعَبَّدُ بِهِ إِلاَّ مَا دَلَّ الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهُ -عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ- فَعَلَهُ، وَلا يَترُكُ شَيئًا مِمَّا أُمِرَ بِهِ تَرَخُّصًا إِلاَّ مَا ثَبَتَ أَنَّهُ رَخَّصَ فِيهِ، يُقَالُ ذَلِكَ -إِخوَةَ الإِيمَانِ- في كُلِّ فِعلٍ مِن أَفعَالِ الحَجِّ، مِن جِهَةِ ابتِدَائِهِ وَانتِهَائِهِ، وَمِن جِهَةِ كَيفِيَّتِهِ وَصِفَتِهِ، وَمِن جِهَةِ عَدَدِهِ وَمَا يَجِبُ فِيهِ.

وَإِنَّ المُتَأَمِّلَ في أَحوَالِ الحُجَّاجِ في مُتَأَخِّرِ السَّنَوَاتِ، يَجِدُ مِن بَعضِهِم تَسَاهُلاً في هَذَا الشَّأنِ، مَنشَؤُهُ اعتِقَادُهُمُ الحَرَجَ في فِعلِ بَعضِ المَنَاسِكِ، وَطَلَبُهُمُ التَّيسِيرَ بِتَركِهَا بِالكُلِّيَّةِ، أَوِ بالتَّوَسُّعِ في صِفَتِهَا أَو وَقتِهَا، دُونَ انتِبَاهٍ مِنهُم إِلى أَنَّ حُصُولَ الحَرَجِ وَانتِفَاءَهُ مُقَيَّدٌ بِمُوَافَقَةِ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ أَو مُخَالَفَتِهِمَا.

وَإِنَّهُ لِيُؤلِمُكَ أَن يَترُكَ الحَاجُّ وَاجِبًا مِن وَاجِبَاتِ الحَجِّ، أَو يُوقِعَهُ في غَيرِ الوَقتِ الَّذِي أَوقَعَهُ فِيهِ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-، أَو يُقَصِّرَ في بَعضِ مَا يَلزَمُهُ فِيهِ، مُتَحَجِّجًا بِالزِّحَامِ وَالمَشَقَّةِ، أَوِ استِعجَالِ الأَصحَابِ وَسَفَرِ الرُّفقَةِ، أَو غَيرِ ذَلِكَ مِنَ الأَعذَارِ وَالحِجَجِ، ثُمَّ تَرَاهُ مَعَ ذَلِكَ يُلقِي بِاللَّومِ عَلَى العُلَمَاءِ الَّذِينَ يُفتُونَ بما جَاءَ في كِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ، وَيَتَّهِمُهُم بِأَنَّهُم سَبَبُ الحَرَجِ وَالضِّيقِ، وَيَتبَعُ آرَاءَ آخَرِينَ مِمَّن تَهَاوَنُوا بِمَقَامِ الفَتوَى وَتَسَاهَلُوا، مُتَذَرِّعِينَ بِطَلَبِ التَّيسِيرِ عَلَى النَّاسِ وَعَدَمِ إِيقَاعِهِم في الحَرَجِ، حَتَّى لم يَترُكُوا وَاجِبًا إِلاَّ كَادُوا يُسقِطُونَهُ، أَو يُخرِجُونَهُ عَن وَقتِهِ أَو يُغَيِّرُون صِفَتَهُ، غَافِلِينَ هُم وَمَنِ استَفتَاهُم أَنَّ الفَتوَى بِالحَقِّ الَّذِي يَقتَضِيهِ الدَّلِيلُ لم تَكُنْ يَومًا لِتُوقِعَ النَّاسَ في العُسرِ وَالحَرَجِ، كَيفَ وَقَد قَالَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- :(هُوَ اجتَبَاكُم وَمَا جَعَلَ عَلَيكُم في الدِّينِ مِن حَرَجٍ) [الحج: 78]، وَقَالَ سُبحَانَهُ: (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ اليُسرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ العُسرَ)[البقرة: 185].

فَأَحكَامُ الدِّينِ لِمَن أَخلَصَ النِّيَّةَ وَقَصَدَ التَّعَبُّدَ، كُلُّهَا يُسرٌ وَللهِ الحَمدُ وَالمِنَّةُ: (وَمَن يَتِّقِ اللهَ يَجعَلْ لَهُ مِن أَمرِهِ يُسرًا) [الطلاق: 4].

وَأَمَّا مَن جَعَلَ الحَجَّ نُزهَةً وَأَرَادَ بِسَفَرِهِ السِّيَاحَةَ، فَمَا أَصعَبَ التَّقَيُّدَ بِأَحكَامِهِ عَلَيهِ حِينَئِذٍ!!

وَإِنَّ مَا شَهِدَهُ المُسلِمُونَ مُؤَخَّرًا في قَضِيَّةِ رَميِ الجَمَرَاتِ مِن سُهُولَةٍ بَعدَ حُزُونَةٍ وَيُسرٍ بَعدَ عُسرٍ، وَمَا لَمَسُوهُ مِنِ انسِيَابِيَّةٍ بَعدَمَا كَانَ يَحصُلُ مِن تَضَايُقٍ وَتَدَافُعٍ، لَتُثبِتُ خَطَأَ مَا كَانَ يَزعُمُهُ كَثِيرٌ مِنَ المُتَشَدِّقِينَ مِن أَنَّ السَّبَبَ في الزِّحَامِ وَالتَّدَافُعِ هِيَ الفَتَاوَى المُحَدِّدَةُ لِوَقتِ الرَّميِ مِن بَعدِ الزَّوَالِ، فَلَمَّا وَفَّقَ اللهُ لِبِنَاءِ عِدَّةِ جُسُورٍ في مَكَانِ الرَّميِ، عَادَ رَميُ الجَمَرَاتِ أَسهَلَ مَا يَكُونُ، وَتَبَيَّنَ سَبَبُ المُشكِلَةِ وَبَطَلَ العَجَبُ.

وَمِثلُ ذَلِكَ يُمكِنُ أَن يُقَالَ في دَفعِ النَّاسِ مِن عَرَفَةَ قَبلَ غُرُوبِ الشَّمسِ كَمَا يُنَادِي بِهِ بَعضُ المَفُتُونِينَ بِمُخَالَفَةِ الحَبِيبِ -عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ- بِحُجَّةِ التَّيسِيرِ، وَالَّذِينَ لم يَدُرْ في خَلَدِ أَيٍّ مِنهُم وَهُوَ يُفتي بِهَذَا أَنَّهُ لا أَرحَمَ بِالأُمَّةِ ولا أَرفَقَ بها مِن مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-، وَمَعَ هَذَا فَلَم يَدفَعْ مِن عَرَفَةَ إِلاَّ بَعدَمَا غَرَبَ قُرصُ الشَّمسِ، وَهَؤُلاءِ الغَافِلُونَ أَوِ المُستَغفَلُونَ، يَتَجَاهَلُونَ أَنَّ أَسبَابَ الازدِحَامِ لَدَى الدَّفعِ مِن عَرَفَاتٍ إِلى مُزدَلِفَةَ، أَو مِن مُزدَلِفَةَ إِلى مِنًى، أَو في المَطَافِ أَوِ المَسعَى، قَد تَكُونُ مِن قِبَلِ التَّنظِيمِ أَوِ التَّخطِيطِ، أَو جَهلِ الحُجَّاجِ وَعَدَمِ اتِّبَاعِهِمُ السُّنَّةَ، أَو تَجَاهُلِهِمُ التَّعلِيمَاتِ المُنَظِّمَةَ، أَو أَسبَابٍ أُخرَى لم تُعطَ حَقَّهَا مِنَ البَحثِ وَإِيجَادِ الحُلُولِ، وَهُوَ الأَمرُ الَّذِي يُشَاهِدُهُ الحَاجُّ مِن عَامٍ لِعَامٍ، حَيثُ تَختَلِفُ الخُطَطُ نَجَاحًا وَإخَفَاقًا، بَلْ وَيَختَلِفُ النَّاسُ أَنفُسُهُم في مَدَى بُلُوغِهِم مَا يُرِيدُونَ حَسبَ تَخطِيطِهِم، في حِينِ أَنَّهُ لَو تَأَمَّلَ مُتَأَمِّلٌ في حَقِيقَةِ هَذِهِ الفَتَاوَى الَّتي تُبِيحُ الإِتيَانَ بِبَعضِ الأَعمَالِ في غَيرِ أَوقَاتِهَا تَلافِيًا لِلزِّحَامِ، لَوَجَدَهَا لا تَحِلُّ المُشكِلاتِ الَّتي قُصِدَ حَلُّهَا، وَإِنَّمَا تَنقُلُهَا مِنَ وَقتٍ لآخَرَ لا أَقَلَّ وَلا أَكثَرَ.

أَيُّهَا المُسلِمُونَ: إِنَّنَا في زَمَنٍ تَوَفَّرَت فِيهِ وَسَائِلُ العِلمِ وَتَعَدَّدَت مَصَادِرُ تَحصِيلِهِ، وَلَكِن ظَهَرَت مُشكِلَةُ الفَهمِ وَالدِّرَايَةِ، وَبَرَزَت مُصِيبَةُ ثِقَةِ بَعضِ النَّاسِ العَميَاءِ في فَهمِهِ، وَتَقدِيمِهِ عَلَى فُهُومِ عُلَمَاءَ أَجِلاَّءَ رَاسِخِينَ، حَتى صَارَ بَعضُ الجَهَلَةِ ممَّن يَقِفُ عَلَى بَعضِ الفَتَاوَى الَّتي جَعَلَتِ الحَجَّ رُخَصًا مِن أَوَّلِهِ إِلى آخِرِهِ، يُسِيءُ الظَّنَّ بِأَهلِ العِلمِ المُتَقَدِّمِينَ، وَيَظُنُّ أَنَّهُم قَد حَرَمُوا النَّاسَ مِن رُخَصٍ أَبَاحَهَا لَهُمُ الشَّارِعُ الحَكِيمُ، وَحَمَّلُوهُم آصَارًا وَأَغلالاً مَا أَنزَلَ اللهُ بها مِن سُلطَانٍ، في حِينِ أَنَّ الحَقَّ خِلافُ ذَلِكَ؛ إِذِ العُلَمَاءُ الرَّبَّانِيُّونَ أَتقَى للهِ وَأَخوَفُ، وَأَجَلُّ مِن أَن يُحِلُّوا حَرَامًا أَو يُحَرِّمُوا حَلالاً بِلا عِلمٍ، أَو يَحُولُوا بَينَ النَّاسِ وَبَينَ رُخصَةِ رَبِّهِم، وَمِن ثَمَّ فَإِنَّ عَلَى الحَاجِّ -وَقَد تَجَشَّمَ عَنَاءَ السَّفَرِ مِن بِلادٍ قَد تَكُونُ بَعِيدَةً، وَتَحَمَّلَ مِنَ النَّفَقَاتِ أَموَالاً كَثِيرَةً، وَتَرَكَ وَطَنَهُ وَأَهلَهُ وَآثَرَ طَاعَةَ رَبِّهِ، وَبَاعَ نَفسَهُ للهِ أَدَاءً لِهَذَا الرُّكنِ العَظِيمِ- عَلَيهِ أَن يَتَّقِيَ اللهَ وَيَصبِرَ وَيَحتَسِبَ، وَأَن لا يَجعَلَ دِينَهُ مَجمُوعَةَ رُخَصٍ لا دَلِيلَ عَلَيهَا مِن كِتَابٍ أَو سُنَّةٍ أَو إِجمَاعٍ، أَو تَلفِيقًا مِن شُذُوذَاتِ المَذَاهِبِ أَوِ اختِيَارَاتِهَا المَرجُوحَةِ، الَّتي فُتِنَ بها بَعضُ مَن لم يَشعُرُوا أَنَّهُم رُبَّمَا أَفسَدُوا بِفَتَاوَاهُم المُتَسَاهِلَةِ عَلَى الحَاجِّ حَجَّهُ، أَو نَقَصُوا مِن ثَوَابِهِ وَقَلَّلُوا أَجرَهُ، في حِينِ أَنَّهُ لم يَكُنْ بَينَهُ وَبَينَ إِتمَامِ حَجِّهِ وَقَضَاءِ تَفَثِهِ إِلاَّ أَن يَتَأَخَّرَ يَوَمًا أَو يَومَينِ، أَو يُؤَجِّلَ خَلعَ مَلابِسِ الإِحرَامِ سَاعَةً أَو سَاعَتَينِ، وَيِصبِرَ عَلَى مَا قَد يَكُونُ فِيهَا مِن مُضَايَقَةٍ لَهُ بِحُكمِ عَدَمِ التَّعَوُّدِ عَلَيهَا.

أَلا فَاتَّقُوا اللهَ -أَيُّهَا المُسلِمُونَ-، (وَأَتِمُّوا الحَجَّ وَالعُمرَةَ للهِ فَإِنْ أُحصِرتُم فَمَا استَيسَرَ مِنَ الهَديِ وَلا تَحلِقُوا رُءُوسَكُم حَتَّى يَبلُغَ الهَديُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَرِيضًا أَو بِهِ أَذًى مِن رَأسِهِ فَفِديَةٌ مِن صِيَامٍ أَو صَدَقَةٍ أَو نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُم فَمَن تَمَتَّعَ بِالعُمرَةِ إِلى الحَجِّ فَمَا استَيسَرَ مِنَ الهَديِ فَمَن لم يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ في الحَجِّ وَسَبعَةٍ إِذَا رَجَعتُم تِلكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لم يَكُنْ أَهلُهُ حَاضِرِي المَسجِدِ الحَرَامِ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ * الحَجُّ أَشهُرٌ مَعلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ في الحَجِّ وَمَا تَفعَلُوا مِن خَيرٍ يَعلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيرَ الزَّادِ التَّقوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولي الأَلبَابِ * لَيسَ عَلَيكُم جُنَاحٌ أَن تَبتَغُوا فَضلاً مِن رَبِّكُم فَإِذَا أَفَضتُم مِن عَرَفَاتٍ فَاذكُرُوا اللهَ عِندَ المَشعَرِ الحَرَامِ وَاذكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُم وَإِنْ كُنتُم مِن قَبلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ * ثُمَّ أَفِيضُوا مِن حَيثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاستَغفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * فَإِذَا قَضَيتُم مَنَاسِكَكُم فَاذكُرُوا اللهَ كَذِكرِكُم آبَاءَكُم أَو أَشَدَّ ذِكرًا فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنيَا وَمَا لَهُ في الآخِرَةِ مِن خَلاقٍ * وَمِنهُم مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * أُولَئِكَ لَهُم نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللهُ سَرِيعُ الحِسَابِ * وَاذكُرُوا اللهَ في أَيَّامٍ مَعدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ في يَومَينِ فَلا إِثمَ عَلَيهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثمَ عَلَيهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللهَ وَاعلَمُوا أَنَّكُم إِلَيهِ تُحشَرُونَ) [البقرة: 196-203].




الخطبة الثانية:


أَمَّا بَعدُ:

فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالى وَأَطِيعُوهُ وَلا تَعصُوهُ، وَاعلَمُوا أَنَّ مِمَّا يُؤتَى بَعضُ المُفتِينَ مِن قِبَلِهِ في فَتَاوَاهُمُ المُخَالِفَةِ لآرَاءِ الفُقَهَاءِ الرَّاسِخِينَ، أَنَّهُم يُعَامِلُونَ أَحكَامَ المَنَاسِكِ تَعَامُلَ الفُقَهَاءِ مَعَ مَا أَصلُهُ الإِبَاحَةُ، وَمِن ثَمَّ فَهُم يَرَونَ أَنَّ مَا لم يَنْهَ عَنهُ النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- فَهُوَ مُبَاحٌ كَالرَّميِ قَبلَ الزَّوَالِ مَثَلاً، وَفي هَذَا مُخَالَفَةٌ أُصُولِيَّةٌ كَبِيرَةٌ؛ إِذِ الأَصلُ في العِبَادَاتِ الحَظرُ وَالتَّوقِيفُ لا الإِبَاحَةَ وَالتَّخيِيرَ، يُعلَمُ ذَلِكَ مِن أَدِلَّةٍ كَثِيرَةٍ، مِنهَا قَولُهُ -عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ-: "مَن أَحدَثَ في أَمرِنَا هَذَا مَا لَيسَ مِنهُ فَهُوَ رَدٌّ". رَوَاهُ الشَّيخَانِ. وَفي رِوَايَةٍ: "مَن عَمِلَ عَملاً لَيسَ عَلَيهِ أَمرُنَا فَهُوَ رَدٌّ". وَقَالَ -عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ-:"صَلُّوا كَمَا رَأَيتُمُوني أُصَلِّي". مُتَفَّقٌ عَلَيهِ. وَقَالَ في الحَجِّ بِخُصُوصِهِ: "لِتَأخُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُم؛ فَإِنِّي لا أَدرِي لَعَلِّي لا أَحُجُّ بَعدَ حَجَّتي هَذِهِ". رَوَاهُ مُسلِمٌ.

وَقَدِ استَقَرَّ هَذَا المَعنى في أَذهَانِ الصَّحَابَةِ -رَضِيَ اللهُ عَنهُم- وَفَقِهُوهُ، فَفِي الحَدِيثِ الطَّوِيلِ في صِفَةِ حَجِّ رَسُولِ اللهِ، وَالَّذِي رَوَاهُ مُسلِمٌ عن جَابِرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- قَالَ: "فَقَدِمَ المَدِينَةَ بَشَرٌ كَثِيرٌ كُلُّهُم يَلتَمِسُ أَن يَأتَمَّ بِرَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- وَيَعمَلَ مِثلَ عَمَلِهِ...". إِلى أَن قَالَ: "حَتى إِذَا استَوَت بِهِ نَاقَتُهُ عَلَى البَيدَاءِ نَظَرتُ إِلى مَدِّ بَصَرِي بَينِ يَدِيهِ مِن رَاكِبٍ وَمَاشٍ، وَعَن يَمِينِهِ مِثلُ ذَلِكَ، وَعَن يَسَارِهِ مِثلُ ذَلِكَ، وَمِن خَلفِهِ مِثلُ ذَلِكَ، وَرَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- بَينَ أَظهُرِنَا وَعَلَيهِ يَنزِلُ القُرآنُ وَهُوَ يَعرِفُ تَأوِيلَهُ، وَمَا عَمِلَ بِهِ مِن شَيءٍ عَمِلنَا بِهِ...". الحَدِيثَ.

وَقَد يَحتَجُّ كَثِيرٌ مِمَّن يَتَسَاهَلُونَ في أَعمَالِ الحَجِّ بِدَعوَى التَّيسِيرِ بِقَولِهِ -عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ- في المُتَّفَقِ عَلَيهِ: "افعَلْ وَلا حَرَجَ"، مَعَ أَنَّ قَولَهُ -عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ- هَذَا قَد جَاءَ جَوَابًا لِمَن سَأَلُوهُ في يَومِ النَّحرِ عَن تَقدِيمِ بَعضِ أَعمَالِهِ عَلى بَعضٍ، وَهُوَ حُجَّةٌ عَلَى مَن يَتَّخِذُهُ ذَرِيعَةً لِلتَسَّاهُلِ في أَعمَالِ الحَجِّ؛ إِذ إِنَّ الصَّحَابَةَ لم يَسأَلُوا النَّبيَّ -عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ- إِلاَّ لِمَا وَقَعَ في أَذهَانِهِم مِن أَنَّ مُتَابَعَتَهُ وَاجِبَةٌ ومُتَعيِّنَةٌ، وَإِلاَّ لَما سأَلُوهُ، وَلَيسَ في هَذَا الحَدِيثِ الإِذنُ بِتَركِ شَيءٍ مِنَ المَنَاسِكِ، بَل فِيهِ النَّصُّ عَلى فِعلِ مَا يَجِبُ في وَقتِهِ، وَغَايَةُ مَا فِيهِ الإِذنُ بِتَركِ تَرتِيبِ أَعمَالِ يَومِ العِيدِ كَمَا رَتَّبَهَا النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-.

وَإِنَّهُ وَإِنْ لم يَكُنْ لَدَينَا شَكٌّ أَنَّ التَّيسِيرَ مِن أَهدَافِ الدِّينِ وَمَقَاصِدِهِ العَظِيمَةِ، إِلاَّ أَنَّ الوَاجِبَ أَن يَكُونَ التَّيسِيرُ في حُدُودِ مَا دَلَّت عَلَيهِ الأَدِلَّةُ الشَّرعِيَّةُ، أَمَّا أَن تُترَكَ أَحكَامُ العَزَائِمِ المَبنِيَّةُ عَلَى الدَّلِيلِ بِحُجَّةِ التَّيسِيرِ عَلَى النَّاسِ وَعَدَمِ إِيقَاعِهِم في الحَرَجِ، فَإِنَّ ذَلِكَ مَا هُوَ إِلاَّ نَقضٌ لأِحكَامِ الشَّرعِ بِمُجَرَّدِ الاستِحسَانِ، وَايمُ اللهِ مَا ذَاكَ بِالتَّيسِيرِ وَلا هُوَ مِن بَابِهِ، وَإِنَّمَا هُوَ مُخَالَفَةٌ لِلحَقِّ وَاتِّبَاعٌ لِلهَوَى، لا سَبِيلَ لَنَا إِلاَّ رَدُّهُ وَاطِّرَاحُهُ وَعَدَمُ القِيَامِ لَهُ، وَإِنْ نَحنُ لم نَفعَلْ فَأَينَ تَحقِيقُ شَهَادَةِ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ؟! نَعَم، أَينَ شَهَادَةُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ إِذَا نَحنُ تَرَكنَا قَولَهُ وَخَالَفنَا فِعلَهُ وَتَابَعنَا قَولَ فُلانٍ وَفُلانٍ بِحُجَّةِ أَنَّ قَولَهُم أَيسَرُ وَأَسهَلُ؟!

إِنَّ في الأَخذِ بِالتَّيسِيرِ عَلَى إِطلاقِهِ مِنَ المَخَاطِرِ وَالمَخَاوِفِ مَا فِيهِ، بَل إِنَّهُ فَتحٌ لِبَابِ فِتنَةٍ لَو عَمَّمنَاهُ وَتَحَجَّجنَا بِهِ، لَمَا استَطَاعَ أَحَدٌ إِغلاقَهُ، وَلَقَد حَذَّرَ العُلَمَاءُ مِن جَمعِ الرُّخَصِ المُختَلَفِ فِيهَا وَتَقدِيمِهَا لِلنَّاسِ عَلَى أَنَّهَا مِنَ التَّيسِيرِ، بَل نَصُّوا عَلَى تَحرِيمِ تَتَبُّعِ الرُّخَصِ الَّتي هِيَ مِن قَبِيلِ التَّأوِيلاتِ وَاختِلافِ المَذَاهِبِ.

وَمَعَ هَذَا -أَيُّهَا المُسلِمُونَ- فَقَد يَجُوزُ لِفَردٍ مَا لا يَجُوزُ لِغَيرِهِ، فَمَن أُفتِيَ بِرُخصَةٍ مِن قِبَلِ عَالِمِ يَظُنُّ فِيهِ العِلمَ وَالخَشيَةَ، فَلْيَأخُذْ بها، فَإِنْ أَصَابَ فَبِهَا، وَإِنْ أَخطَأَ فَإِنَّمَا إِثمُهُ عَلَى مَن أَفتَاهُ، قَالَ -عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ-: "مَن أُفتِيَ بِفُتيَا غَيرِ ثَبتٍ فَإِنَّمَا إِثمُهُ عَلَى مَن أَفتَاهُ". رَوَاهُ ابنُ مَاجَه وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ.

وَلَكِنْ كَمَا قَالَ ابنُ سِيرِينَ -رَحِمَهُ اللهُ-: "إِنَّ هَذَا العِلمَ دِينٌ فَانظُرُوا عَمَّن تَأخُذُونَ دِينَكُم".

وَأَمَّا الرُّخَصُ الوَارِدَةُ بِالدَّلِيلِ الصَّحِيحِ الصَّرِيحِ، أَوِ المُتَّفَقُ عَلَيهَا بَينَ العُلَمَاءِ، فَإِنَّ الأَخذَ بها ممَّا يُحِبُّهُ اللهُ، قَالَ -عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ-: "إِنَّ اللهَ تَعَالى يُحِبُّ أَن تُؤتَى رُخَصُهُ كَمَا يُحِبُّ أَن تُؤتَى عَزَائِمُهُ". وَفي رِوَايَةٍ: "كَمَا يَكرَهُ أَن تُؤتَى مَعصِيَتُهُ". رَوَاهُمَا أَحمَدُ وَصَحَّحَهُمَا الأَلبَانيُّ.

سادة في يوم الحج الأكبر

سادة في يوم الحج الأكبر

أمة الإسلام أمة ممتدة الجذور، ضاربة في أعماق التاريخ، أمة لا تعرف الحدود الزمانية، ولا تحدها الحدود المكانية، أمة شعارها لا إله إلا الله، ومنهجها سنة أنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم.
هذا المعنى العظيم أعلنه القرآن بـ"وإنّ هذه أمتكم أمة واحدة"وأكدته الشريعة بشعائر كثيرة منها الحج والأضحية.
فالحجاج يسعون بين الصفا والمروة ويتذكرون أمهم هاجر - رضي الله عنها -، ويرمون الجمرات فيتذكرون أباهم إبراهيم - صلى الله عليه وسلم -، وينحر الحجاج في منى والمسلمون في كل مكان ويتذكرون فداء إسماعيل - صلى الله عليه وسلم -.
إن هذه التشريعات لم تأت تعنتا بلا حكمة - تعالى -الله مشرعها كلا، بل لها حكم عظيمة، منها تأكيد الارتباط الوثيق بين أفراد الأمة، ليس في حاضرها فقط بل في حاضرها ومستقبلها وماضيها، أولم يثن الله - عز وجل - على من جاء بعد المهاجرين والأنصار ووصفهم أنهم يدعونه بقولهم"ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان"
أولم يقل الرسول - صلى الله عليه وسلم – لأصحابه: ((وددت أنّا قد رأينا إخواننا. قالوا: أو لسنا إخوانك يا رسول الله. قال: أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد)).
فإذا كان هذا في ارتباطنا بماضي الأمة ومستقبلها فكيف يكون الأمر في حاضرها؟ لا شك أنه سيكون أعظم ارتباطا، وأشد وثاقا.
فعلى المصلحين في الأمة أن يلتفتوا إلى ما يقوي أواصر الارتباط ويزيدها، وأن يسعوا جاهدين إلى إزالة ما يفرقها، فإن أمة الإسلام أمة مباركة، كالغيث لا يدرى أوله خير أم آخره كما جاء في الحديث، ولاشك في أن من يسعى لتوثيق رباط الأمة ببعضها لاشك في أنه يقوم على ثغر عظيم الأجر، خطير الأثر، ولاشك في أنه سيد وإن لم يسود، فقد قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن الحسن بن علي - رضي الله عنهما -"إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين".
08/12/1425 هجري الموافق 18/01/2005 ميلادي

الأضحى وحقيقة التوحيد

 بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأضحى وحقيقة التوحيد
حقيقة التوحيد أنه توحيد الله - سبحانه وتعالى - توحيداً خالصاً صواباً توحيد القول وتوحيد العمل وما يكون هذان إلا بعد توحيد القلب ( الرجاء، والخوف) وما يكون من مثل: توحيد الطلب المسألة، توحيد العبادة، توحيد الخشية.
فحقيقة التوحيد: إخلاص القول والعمل لله وحده دون سواه، ولهذا بطلت العبادات الوثنية حساً ومعنى، أبطلها العقل السليم والفطرة النقية والتوجه الفطري أصلاً، من أجل ذلك ثبت الشك في حقيقة: البدوي، ثم اتضح بعد تمحيص ودراسة أنه ليس قبره، وكذا الحسين أو رأسه كما يُشاع وكذا: زينب، وقس على هذا الكثير مما لم يثبت به سند صحيح يسلم من العلة أبداً علة السند وعلة المتن، وهذا دال دون ريب إلى أثر ضعف أصل التوحيد الخالص الصواب، أو زعزعته ببدع ركزت مع الزمن حتى صارت عبادة يظن صاحبها أنه على صواب، وقد يقاتل عليها، فإذا هي: والخيال السيئ شيء واحد يتبين ذلك بعد ذلك كحال كثير من الأضرحة التي ثبت أنها ليست لمن سُمي بها، ثبت هذا بعد تمحيص الآثار المبثوثة في كتب المتصوفة والأخبار والسير وذلك بنظر حال: رواة الآثار ما لهم وما عليهم، ولعل النذور والذبح للقبور يهم المسلم أن يعرف أنه: شرك لا مرية فيه حتى وان أوَّل الناذر أو الذابح أنه ليس كذلك، وقد نهض الإجماع على أن من تقرب لصاحب قبر أو خافه أو رجاه أو ذبح له أو نذر أو تمسح به مع خوف ودعاه أنه شرك، ولهذا جاء بالمنزل الكريم قال - سبحانه -: ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له)، وهذه من الآيات العظيمة في صرف جميع العبادات القولية والفعلية لله - سبحانه وتعالى – وحده، وكنت قبل الآن قد بينتُ أمر: الأضاحي فهاأنذا أعيد ما سلف من قبل؛ للحاجة إليه، وبيان ما يحتاجه المسلم العاقل الفطن الأمين في هذا مما تيسر لي.
قلت هناك: الأضحية قربة من القربات لله وحده دون سواه، ثم بينت كذلك أن أصلها اللغوي: أُضحية بضم المهموز، واحدة أضاحٍ ليدخل في هذا عموم ما ورد الشرع بإجزائه كالإبل والبقر كل واحدة منها عن: سبعة، والأضحية لم أقف على نص صحيح أنها: واجبة لكنها سنة ثابتة، ولهذا فالأضحية سنة لمن قدر على ثمنها وشرط هذا كما يلي:
1 الاستطاعة.
2 تمام شروط الأضحية.
3 أن تكون قيمتها من مال حلال.
4 أن تُنحر بعد صلاة العيد.
5 أن تنحر إلى آخر اليوم الثالث.
6 أن توجه إلى القبلة.
وأبين هنا أموراً لابد منها:
1 الضأن ما تم له: ستة أشهر.
2 المعز ما تم له: سنة.
3 البقر ما له: سنتان.
4 الإبل ما له: خمس سنين.
5 تجزئ الضأن والماعز كل واحدة منهما عن الواحد وعن أهل بيته.
6 تجزئ البقرة عن: سبعة.
7 تجزي البدنة عن: سبعة.
وشرط الأضاحي:
1 أن تكون من مال حلال.
2 ألا تكون عوراء بيناً عورها.
3 ألا تكون عرجاء بين عرجها.
4 ألا تكون عجفاء لا مخ فيها.
5 ألا تكون هتماء سقطت ثناياها.
6 ألا تكون مريضة بيناً مرضها.
7 ألا تكون فاقدة للحليب أصلا.
8 ألا تكون مقطوعة الأذن.
9 ألا تكون ذاهبة القرن بكسر.
10 ألا تكون: جرباء.
11 ألا يكون مقطوعاً منها شيء.
12 ألا تكون مصبوغة اللون من باب الغش.
وأبين ما يلزم بعامة:
1 يحرم الغش بعامة.
2 وعلى هذا فالقيمة محرمة على البائع.
3 لا يجوز التحايل بالتوكيل كمن يوكل غيره ليذبح عنه وذلك حتى يحلق شعره ويقص أظافره، فالحيل باطلة.
4 من عليه دين ناجز يجب سداد دينه وهذا أولى من الأضحية.
5 لا يجوز أخذ شيء من الشعر أو الأظافر لمن أراد أن يُضحي.
6 لا بأس بالتطيب.
7 لا بأس بمشط الشعر مع الحذر.
8 شراء الأضحية لا وقت له.
9 يجوز للمرأة أن تذبح.
10 الأضحية تكون ثلاثة أقسام يأكل منها صاحبها الثلث ويتصدق بثلث، ويوزع الثلث الأخير.
11 يجوز إشراك الميت في الأضحية حسب علمي.
12 لا يُباشر الأضحية من لا يُصلي أو هو مُتهاون بها.
13 إذا عُينت الأضحية فلا يصح بيعها.
14 لا يتصدق بقيمتها فيكون هذا بمثابة الأضحية فهذا غير ذاك ولا يحل محله نقلاً وعقلاً.
15 لا بأس من تبادل الهدايا بين المعارف والجيران والتوسعة على الفقراء المعروفين أولى وآجر.
16 لا يُعطى الجزار من الأضحية شيئاً لكنه يعطى أجرة مناسبة.
17 العيد من لازمه النظافة ولهذا لا يجوز أذى المسلمين وذلك بطرح الدماء وبقايا الأضاحي في الطرق أو تكديسها في الزبالات اعتباطاً.
18 يجوز للحاج متمتعاً أو قارناً أو مفرداً أن يوكل من يُضحي عنه حتى وان كان المتمتع والقارن يجب عليهما الهدي لعدم ورود نص صحيح فيما أعلم بالنهي عن هذا، ولأن فضل الله - تعالى -واسع والأضحية ودم الهدي عبادتان لكل أجره.
19 لا يحسن بالمسلم أن يستدين من أجل أن يُضحي لكن يجوز للفقير والمسكين إن حصل لديهما مال أن يشتريا الأضحية من مال: الزكاة أو مال: الصدقة المطلقة ولا حرج في هذا.
20 لا يحق لبائع: الغنم أو الماعز وما شابههما مما يكون أضحية كالإبل والبقر أن يؤكلها طعاماً خاصاً بالتسمين يعتمد على ما يضر وليس أصلاً مفيدا وهو: الغذاء الطبيعي.
21 يحرم إخفاء العيوب الداخلية لكافة ما يكون أضحية، والمسلم مطالب بالصدق فيما يأخذ ويذر ولعل أول ما يجنيه من يغش: الندم ولو بعد حين، دع عنك إعادة الحقوق إلى أصحابها بعد ذلك الندم، والذبح يكون خاصا لله قربة إليه، وأجره وثوابه لصاحبه ومن كان قد نوى له معه أجراً كالأب والأم ومن له حق عليه: فلا يصح في الذبح أنها لقبر ما أو كاهن أو ساحر فهذا شرك بيّن.
وقد ذهب بعض الناس في كثير من مناطق الجنوب الأفريقي الغربي، وبعض دول شرق آسيا إلى الذبح بطريقة ليست صحيحة مثل:
1 عدم تقدير السن في الأضحية.
2 الذبح على اليمين.
3 قول: ( بسم الله الرحمن الرحيم).
4 أحياناً الذبح بحضور ولي.
5 امتداد الذبح إلى اليوم الرابع.
6 عدم ذبح البقر.
7 التلطخ بدم الأضحية.
8 دفن جلدها، وهو اعتقاد باطل.
9 وجوب الذبح حتى مع الفقر، ولعل ما يحصل فوق ما ذكرت لكنه التنبيه اللازم ذكره حتى لا يجر هذا مع الأيام إلى ما هو شر منه، ورحم الله بواسع رحمته الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب فكم لهما من فضل: الأول فضل إمامة القيادة والخير، والثاني فضل البيان والعلم، والتوحيد أهم العلوم وأعظمها وأجلها وإليه يُصار، وهو الركيزة المهمة في حياة الخليقة وما يجب أن يكونوا عليه، بوعي، وصدق، ودوام، ولهذا وجب تعاهده وتنقيته من الشوائب والبدع، والعلماء وطلاب العلم عليهم مُهمة جليلة تجاهه لبيان أمره من: حقيقته، وأركانه، وشروطه، ودلالاته، وعوارضه، ونواقضه، وأسباب ذلك

من فضل يوم عرفة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
 
نحن في أول عشر أيام من ذي الحجة
و في هذه الأيام يدخل علينا يوم عرفة
و من فضل هذا اليوم :
 
يوم عرفة أحد أيام أشهر الحج قال الله - عز وجل- : (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ) [سورة البقرة : 197]
 
يوم عرفة أحد الأيام المعلومات التي أثنى الله عليها في كتابه قال الله - عز وجل- : (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ) [سورة الحج:28]. قال ابن عباس –رضي الله عنه : الأيام المعلومات : عشر ذي الحجة.
 
صيام يوم عرفة : فقد جاء الفضل في صيام هذا اليوم على أنه أحد أيام تسع ذي الحجة التي حث النبي صلى الله عليه وسلم على صيامها فعن هنيدة بن خالد-رضي الله عنه- عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر : أول اثنين من الشهر وخميسين) صححه الألباني في كتابه صحيح أبي داود.
كما جاء فضل خاص لصيام يوم عرفة دون هذه التسع قال الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن صيام يوم عرفة : يكفر السنة الماضية والسنة القابلة) رواه مسلم في الصحيح وهذا لغير الحاج وأما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة لأنه يوم عيد لأهل الموقف.
 
عظم الدعاء يوم عرفة قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة ) صححه الألباني في كتابه السلسة الصحيحة.
 
كثرة العتق من النار في يوم عرفة قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة) رواه مسلم في الصحيح

وقت التكبير في عيد الأضحى، متى يبدأ ؟ومتى ينتهي؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
السؤال: ما الفرق بين تكبيرات العيد لعيد الفطر، وعيد الأضحى متى تبدأ، ومتى تنتهي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فوقت التكبير في عيد الفطر يبتدئ من غروب الشمس ليلة العيد إذا علم دخول الشهر قبل الغروب كما لو أكمل الناس الشهر ثلاثين يوماً، أو من ثبوت رؤية هلال شوال، وينتهي بدخول الإمام لصلاة العيد.
ويبدأ التكبير في عيد الأضحى من فجر يوم عرفة ـ التاسع من ذي الحجةـ وينتهي بعد عصر آخر أيام التشريق، وهو الثالث عشر من ذي الحجة.
وهذا التكبير واجب بعد كل فرض من فروض الصلاة، ويسمى تكبير التشريق.
والله تعالى أعلم.
( شبكة الفتوى الشرعية )
يعني من يوم فجر الخميس ( يوم عرفة ) إلى بعد عصر يوم الاثنين
وصيغة التكبير هي :
" الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله ، الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. ولله الحمد "
-عقب الصلوات المفروضة-

لماذا فرض الحج مرة واحدة



إنَّ الحَمدَ للهِ ، نحمدُه ، ونستعينُ به ، ونستغفره ، ونعـوذُ باللهِ مِن شرورِ أنفسِنا ، وسيئاتِ أعمالِنا ..
 مَن يهـدِ اللهُ فلا مُضِلَّ له ، ومَن يُضلِل فلا هاديَ له ..
 
وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ ، وحـدَه لا شريكَ له ، وأشهدُ أنَّ مُحمدًا عبدُه ورسولُه .
وبعــد ..

 

إنَّ الحَمدَ للهِ ، نحمدُه ، ونستعينُ به ، ونستغفره ، ونعـوذُ باللهِ مِن شرورِ أنفسِنا ، وسيئاتِ أعمالِنا ..
 مَن يهـدِ اللهُ فلا مُضِلَّ له ، ومَن يُضلِل فلا هاديَ له ..
 
وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ ، وحـدَه لا شريكَ له ، وأشهدُ أنَّ مُحمدًا عبدُه ورسولُه .
وبعــد ..
س: ما هي مكانة الحج؟ ولم فرضه الله مرة واحدة على من استطاع إليه سبيلا؟ وما المراد من (استطاعة السبيل)
ج: الحج عبادة متميزة لأنها عبادة بدنية ومالية، الصلاة والصيام عبادتان بدنيتان والزكاة عبادة مالية، الحج عبادة تجمع بين البدنية والمالية، لأن الإنسان يبذل فيها جهدا ببدنه، ويبذل فيها ماله لأنه يسافر ويرحل فيحتاج لنفقات، لذلك نرى الحج هو الفريضة التي ذكر الله فيها من استطاع إليه سبيلا: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) والنبي صلى الله عليه وسلم حينما ذكر أركان الإسلام الخمسة ذكر"وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا" لأن كل إنسان قادر على أن يصلي أو يصوم، لكن ليس كل إنسان قادرا على أن يذهب إلى الأرض المقدسة، لذلك كان من رحمة الله سبحانه وتعالى أن جعله مرة واحدة في العمر. لأن الله سبحانه لا يريد أن يكلف عباده شططا، ولا أن يرهقهم من أمرهم عسرا، يريد الله بهم اليسر ولا يريد بهم العسر، وما جعل عليهم في الدين من حرج، فالتكليف في الإسلام بحسب الوسع (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)، ولذلك عندما قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم "أيها الناس إن الله قد كتب عليكم الحج فحجوا" قال قائل: أفي كل عام يا رسول الله؟، وسكت، وأعاد السؤال، والنبي صلى الله عليه وسلم يسكت، حتى قال صلى الله عليه وسلم : "لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم". فلا يستطيع الإنسان أن يؤدي الحج في كل عام، فأراده الله سبحانه مرة في العمر، فهذا تخفيف من ربنا ورحمة منه عز وجل.
ولم يكلف إلا كل من استطاع إليه سبيلا، ومعنى استطاعة السبيل كما جاء في بعض الأحاديث التي يقوي بعضها بعضا، أن يملك الزاد والراحلة، زاد الطريق والراحلة التي يركبها، بلغة عصرنا يملك نفقات السفر للبيت الحرام ونفقات الإقامة هناك على ما يليق بحاله، فواحد يمكنه أن يركب الحافلة (باص) وآخر يتعبه الباص ويحتاج لسيارة خاصة، وثالث تناسبه الطائرة، على ما يليق بحاله، كذلك في الإقامة في مكة لأنها مستويات، فمن يملك الزاد والراحلة، طبعا مع الشروط الأخرى، مثل صحة البدن، وألا يكون هناك حائل معين، أي يكون الطريق آمنا. في بعض الأوقات كان الطريق للحج محفوفا بالمخاطر قبل مجيء الملك عبد العزيز بن سعود رحمه الله للحكم، كان الناس مثلا في مصر يقولون (الذاهب مفقود والراجع مولود)، ولذلك كان الناس يبشرون بعودة الحجاج، وجدت وأنا في صغري أحدهم يأتي من السويس قبل أن يأتي الحجيج (اسمه البشير) يبشر بعودة الحجيج:
في هذه الأيام أضيف شرط جديد، وهو أن يخرج إلى الحج بالقرعة، وذلك مطبق في معظم البلدان، لأنه الآن لا يسمح فيها إلا بعدد معين لكل بلد، لأن الحج فيه زحمة شديدة جدا، ولو فتح الباب على مصراعيه لتوافد الملايين، ولمات الناس في الزحام تحت الأقدام، فخصصوا لكل بلد نسبة معينة، وفي العادة الناس الذين يطلبون الحج عددهم أكبر من الذين يسمح لهم، فلا بد من عمل القرعة، فنقول له: إن من الشروط أن يصيب القرعة. وأكثرية الحجاج من المملكة لأن الطريق مفتوح أمامهم فالأغلبية تكون من الداخل، فلو أمكن تحديد هؤلاء ليفسح المجال لغيرهم يكون شيئا طيبا. أقول: وهذا قد عمل به منذ عدة سنوات، وأصبح لا يسمح للسعودي أن يحج إلا كل خمس سنوات. وفي هذا تخفيف كثير عن حجاج الخارج، وإتاحة الفرصة لعدد أكبر منهم. والله الموفق

liniwih

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...