الحب يزيد وينقص


 

(الحب في الحياة الزوجية يزيد وينقص مع المواقف، فلا توجد زوجة محبوبة على طول الوقت أو مكروهة كذلك؛ ولهذا فإن الله تعالى جعل أصل التعامل بين الزوجين قائمًا على المودة، وهي قمة التعبير عن الحب وعلى الرحمة.
فإن ضعفت المودة، وقلَّ الحب بقيت الحقوق محفوظة وظلت المروءات قائمة، فيكون إطار التعامل بين الزوجين الرحمة.
فأنت إن أحببتها لا تحتاج إلى من يوصيك بالمعروف، وإن كرهتها فإن الله ينبهك أن خزائنه ممتلئة، ومفاتيحها أن تعامل زوجتك ـ وإن كرهتها ـ بالمعروف، وعندها قد يجعل الله فيها خيرًا كثيرًا) [أوراق الورد وأشواكه، د.أكرم رضا، ص(210-211)].
قضية للنقاش: الحب سلوكيات عملية:
نفتح سويًا خلال هذه الكلمات قضية في غاية الأهمية، تمثل مؤشرًا هامًا من مؤشرات الحب بين الزوجين، ولعلنا نشير إليها في هذا السؤال: هل يظهر الميل القلبي والحب في سلوكيات يلمسها الأزواج؟
إن ما يحمله الزوج من مشاعر الحب تجاه زوجته وكذلك ما تحمله أمر محمود يورث كليهما شعورًا بالرغبة في استمرار الحياة مع شريك حياته، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل يحول الزوجان هذا الحب المكنون إلى سلوكيات عملية يلمسها كل منهما؟
وحتى نتحدث بصورة عملية فإننا سنورد بعض المظاهر التي تعبر بقوة عن الميل القلبي وترجمة الحب في سلوك عملي بين الزوجين، ولعل الأزواج يراجعون معي مدى تحقق هذه المظاهر في حياتهم ومدى قربهم وبعدهم عنها، فإن كانت واقعة في حياتهم فدليل خير، وإن كانت الأخرى فقد آن الأوان لتحويل تلك المظاهر إلى سلوكيات عملية في حياتنا الزوجية.
1- الصبر عن العسر:
إن الله تعالى قد قسم الأرزاق، وقد يكون الزوج فقيرًا، أو غانيًا لكن أصابته فاقه، وقد تعودت زوجته على رغد العيش والإنفاق، فكيف تتعامل الزوجة في هذه الأحول؟ وكيف تترجم حبها الكامن في قلبها إلى سلوك عملي يلمسه زوحها؟ إن صبرها على زوجها ومساندتها له لهو مظهر من مظاهر الحب والميل القلبي.
وهذه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها كان زوجها فقيرًا، وكانت تساعده في أعمال البيت، وتعلف الفرس وتنقل النوى؛ فعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت: (كنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسي، وهي مني على ثلثي فرسخ) [رواه البخاري].
زينب وروعة المساندة:
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى ثم انصرف فوعظ الناس وأمرهم بالصدقة، فقال: (أيها الناس تصدقوا)، فمرَّ على النساء، فقال: (يا معشر النساء تصدقن، فإني رأيتكن أكثر أهل النار)، فقلن: (وبم ذاك يا رسول الله؟)، قال: (تكثرن اللعن وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن) ثم انصرف.
فلما صار إلى منزله جاءت زينب امرأة ابن مسعود تستأذن عليه، فقيل: (يا رسول الله، هذه زينب)، فقال: (أي الزيانب؟)، فقيل: (امرأة ابن مسعود)، قال: (نعم، ائذنوا لها) فأذن لها، قالت: (يا نبي الله، إنك أمرت اليوم بالصدقة، وكان عندي حلي لي فأردت أن أتصدق به، فزعم ابن مسعود أنه وولده أحق من تصدقت به عليهم)، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (صدق ابن مسعود، زوجك وولدك أحق من تصدقت به عليهم) [رواه البخاري].
2- عندما تمرض الزوجة:
قد تمرض الزوجة من بعد صحة وعافية، فيكون مرضها اختبارًا عمليًا لحب زوجها لها، هل يصبر على مرضها، ويسعى في خدمتها، أم يجزع ويتبرم؟ إن هذه الزوجة التي ترقد اليوم في الفراش هي ذاتها التي صبرت على زوجها وتحملته في العسر واليسر والصحة والمرض، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ وحتى لو لم يأخذ الأمر شكل المقابلة والمعاملة بالمثل، فهناك بُعد إنساني يفرض ذلك على الزوج، والأهم من ذلك أن الحياة الزوجية تقوم على أساس المودة والبذل لإسعاد الآخر.
3- حلاوة الاسترضاء:
إن استرضاء كل من الزوجين للآخر ـ في المباح ـ من أقوى مظاهر الميل القلبي، ولا أبلغ في الاستدلال على ذلك من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أطلع السيدة عائشة أُم المؤمنين رضي الله عنها على لعب الحبشة، فعن عائشة قالت: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد حتى أكون أنا التي أسأم، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن، الحريصة على اللهو) [رواه البخاري].
4-لا لمفاجآت القدوم:
ونقصد بذلك عدم مفاجأة الزوجة عند القدوم من السفر بأن يبلغها الزوج بموعد حضوره، فعن جابر بن عبد الله وهو راجع من غزوة قال النبي صلى الله عليه وسلم له: (ما يعجلك؟)، قلتُ: (كنت حديث عهد بعرس)، قال: (أبكرًا أم ثيبًا؟)، قلت: (ثيبًا)، قال: (فهلَّا بكرًا تلاعبها وتلاعبك)، قال: فلما ذهبنا لندخل، قال: (أمهلوا حتى تدخلوا ليلًا [أي عشاءً]؛ لكي تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة) [متفق عليه].
(وقد حكت لي إحداهن، أن زوجها سافر وقد نوى المبيت، فنامت الزوجة بملابس البيت العادية وبدون أن تمشط شعرها ولا تضع عطرًا، وبعد قليل من نومها اتصل بها زوجها وقال لها: أنا راجع من السفر وأنا في الطريق، فقامت الزوجة بسرعة ولبست وتعطرت ومشطت شعرها ووضعت رتوشًا رقيقة من الزينة لتستقبل زوجها القادم من السفر.
فكيف الحال لو لم يتصل الزوج بها؟! فإنه فعلًا أحسن التصرف، وهي أيضًا أحسنت التصرف بعد معرفتها بقدومه) [كوكب السعادة، هيام محمد يوسف].
5- دلائل المحبة:
كم مرة تقدم حاجة زوجتك على حاجتك ورغبة زوجتك على رغبتك؟ إن تقديم أمور زوجتك على الكثير من أمورك دليل عملي على حبك لها، وإننا لنلحظ ذلك السلوك في فعل بعض الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم.
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم، ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها محرم)، فقال رجل: (يا رسول الله، إني أريد أن أخرج في جيش كذا وكذا وامرأتي تريد الحج)، فقال: (اخرج معها) [رواه البخاري].
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: إنما تغيب عثمان عن بدر، فإنه كانت تحته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت مريضة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (إن لك أجر رجل ممن شهد بدرًا وسهمه) [[رواه البخاري].
مشاعر نبوية: الحب في بيت النبوة.
لقد ضرب بيت النبوة أروع الأمثلة في الحب والألفة بين الزوجين، فها هي السيدة عائشة تخبر عن مشاعر الحب والألفة التي كانت تظل بيتها النبوي ، وكيف أنها كانت تشارك النبي صلى الله عليه وسلم متعه وملذاته وأفراحه، فتقول: (كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء بيني وبينه واحد، فيبادرني حتى أقول: دع لي، دع لي) [رواه مسلم].
إن هذا التفاعل بين الزوجين يكون له أكبر الأثر في نفس الزوجين، وتوطيد العلاقة بينهما؛ فبه يسود الحب والحنان في الحياة الزوجية.
ونجد في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم مشاهد تعبِّر عن روعة الحب في حياة الزوجين الرائعين؛ الرسول صلى الله عليه وسلم والسيدة عائشة.
فكان صلى الله عليه وسلم (يقرأ القرآن في حجر عائشة، ويلعق أصابعها بعد الأكل، ويغتسلا سويًّا في إناء واحد، ويتسابقان خلف القافلة حيث لا يراهما أحد، ويدللها ويناديها: (يا عائش) [متفق عليه] كيف نصف هذه الحظات؟ إنها لحظات من الحب النادر، لم تمنعه أعباء الدعوة ولا تبعات الجهاد، ولا مكر الأعداء ولا الوقوف الدائم بين يدي الله، من أن يتفنن صلى الله عليه وسلم في إظهار مشاعره في كل لفتة أو همة) [حتى يبقى الحب، محمد محمد بدري، ص(314)].
وبمثل هذه الترجمة الواقعية لحب النبي صلى الله عليه وسلم لزوجته، نريد أن يكون الأزواج، فكل من الزوجين يريد من شريكه أن يترجم الحب إلى واقع عملي، ليس مجرد كلمات وشعارات.

وعن صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت: (أنها جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوره في اعتكافه في المسجد، في العشر الأواخر من رمضان، فتحدثت عنده ساعة، ثم قامت لتنصرف، فقام النبي صلى الله عليه وسلم معها يوصلها، حتى إذا بلغت المسجد عند باب أم سلمة مر رجلان من الأنصار، فسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لهما: "على رسلكما، إنما هي صفية بنت حيي". [رواه البخاري].
ولعل قيام النبي صلى الله عليه وسلم مع صفية رسالة منه لها تحمل في طياتها مشاعر الحب والحرص عليها والرغبة في البقاء معها لأطول وقت.

غيِّر نفسَكَ تُسعِدْ حَياتَكَ!

وهل يستطيع الإنسان أن يغيّرَ نفسَه، ويُسعِدَ حياته.؟! فأينَ قدرُ الله إذن.؟! وأين ما يتحدّث الناسُ عنه من الحظوظ، التي هي في نظرهم أشبهُ بالمنايا، تخبط فيهم خبط عشواء.؟! إنّها إشكاليّة تثار في الأذهانِ وعلى الألسنة، كلّما دُعيَ الإنسان إلى التغيير، وإلى بذل الجهد وتحمّل المسئوليّة..
ومن ثمّ فقد أردت أن أقطع الطريق عليها بهذا العنوانِ المستوحى من الآية الكريمة: (.. إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..) الرعد.
وتوضيحاً لهذا الأمر بما لا يدع مجالاً للريب، فإنّ الإنسان يستطيعُ في هذه الحياة أن يصنعَ مستقبله الزاهرَ، ويشيد برجَ سعادته بيديه مستمدّاً عون ربّه وتوفيقه قبل كلّ شيء.. وذلك منطقُ التكليف الذي تقوم عليه حياة العباد في هذه الدنيا، وهو سرّ وجودهم فيها..
وإذا كان علماء النفس والاجتماع يختلفون، ويشتدّ الجدل العقيم بينهم، والتنازعُ بغير جدوى: أيّ الأمرين أشدُّ تأثيراً في حياة الإنسان وأعمقُ نفوذاً: الوراثةُ أم البيئة.؟! فإنّ ممّا ينبغي ألاّ يختلفَ عليه اثنان: أنّ الإنسان أعطي الإرادةَ والهمّةَ والعزيمةَ، ليكون له قوّة التغيير لما يكون عليه بفطرته، وما يرثه من بيئته، وليكون في نهاية المطاف مسئولاً عن عمله، مجزيّاً بسعيه..
فإن لم ينل بسعيه ما تصبو إليه نفسه، وتسمو إليه همّته فحسبه أن ينال الأجر على نيّته الصادقة، وافياً غير منقوص..
فقد يكون الإنسان ذكيّاً بفطرته، أو متوسّط الذكاء أو غبيّاً.. وقد يكون هادئ الطبع، أو حادّ المزاج عصبيّاً.. وقد ينشأ في بيئة متقدّمة، أو متخلّفة، فقيرة أو غنيّة.. وقد يعتاد عاداتٍ حسنةً، أو سيّئة.. ولكنّه يستطيع في ذلك كلّه ألاّ يكونَ كأمثاله سلباً أو إيجاباً.. وواقع الحياة يشهد بهذه الحقيقة، ويقدّم عليها ما لا يحصى من الأمثلة..
- يستطيع حادّ الذكاء أن يوظّف ذكاءه في عمل جادّ مثمر، فيكون ذكاؤه خيراً عليه، وعلى مجتمعه وأمّته، كما يستطيع أن يوظّف ذكاءه في الشرّ والمكر والفساد، فيكون مجرماً عاتياً، ويكون ذكاؤه شرّاً عليه، وعلى مجتمعه وأمّته..
- ويستطيعُ محدود الذكاء أن يبذلَ جهداً أكبر ويجتهدَ، فيسبق من هو أذْكى منه، وأوفرُ حظّاً في المال، ورقيّ البيئة..
- ويستطيع الناشئ في بيئة فقيرة متخلّفة أن يسبق أولي الجدّ والغنى، ومن توفّرت لهم كلّ أسباب الرقيّ والتقدّم..
وكم رأينا في الناسِ نماذج من ذلك: فكم من فقير معدِمٍ أصبح من أثرياء العالم.؟! وكم من وارثٍ لمجدٍ مؤثّل، وغنىً لا يحيط به نظر أو فكر.. آل أمره إلى فقر مُدقِعٍ، وعُدمٍ موجع.؟! ومقدّمات ذلك ظاهرة لمن نظر وتدبّر، وبحث عن الأسباب، ووضع يده على العلل.. ومن ظنّ الأمر ضرباً من الحظّ الأعمى، لا معنى له ولا تبرير، فقد ركب مركب الشطط الأحمق، وتمادى في سوء الظنّ بربّه، والجهل بحكمته وعدله، ولم يفقه سنن الحياة، ولم ينتفع بعبرها.. ولا يظلِمُ ربّك أحداً..
وإنّ العظماء بحقّ هم الذين نهضوا ببيئتهم، وسموا بأحسابهم وأنسابهم، ولم يركنوا إلى تراث موهوم، ولا مجد مزعوم..
ولعلّ هذه المقدّمة كافية بين يدي خطوط عامّة لمنهج، يحقّق لمن يأخذ به التغيير الإيجابيّ، ويسعد حَياتَه بإذن الله:
1- وأوّل هذه الخطوط العامّة: الإيمان الصادق بالله تعالى، وما يقتضيه من حقائق إيجابيّة، كالتوكّل على الله، وتعلّق القلب بالله، وتَفويض الأمر إليه، والاعتقاد الصادق أنّه سبحانه مالك الملك، وأنّه النافع الضارّ وحده، لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع.. وهي حقائق تشمل حياة الإنسان من أوّلها إلى آخرها، وكلّ ما نذكره بعدها داخلٌ فيها بوجه أو بآخر..
2- وإنّ من حكمة الله الظاهرة ظهور الشمس في رابعة النهار أنّ الله تعالى ربط الأسبابَ بالمسبَّبات، والنتائج بالمقدّمات، ففقه سنن الله تعالى، والعمل وفقها، والأخذ بالأسباب التي أقامها لابدّ له من ثمرة بإذن الله، فكيف يتسرّب اليأس والقنوط إلى نفس من يحمل هذه العقيدة، ويُقعِدُ همّتَه، ويقتل طموحه.؟!
وما أكثر الذين يهملون الأخذ بالأسباب، وينتظرون أن يبتسم لهم الحظّ، ويبحثون عنه هنا وهناك، حتّى من أبواب الحرام.؟! ويضيّعون أعمارهم بمثل هذا العبث.!
3- والتصوّر الصحيح للمثل الأعلى من أهمّ ما يعين الإنسان على التغيير في نفسه، وإسعاد حياته، وهو يحمل عدّة معانٍ أهمّها:
أ - أنّه القيم العليا التي يؤمن بها الإنسان، ويقيم حياته عليها، ولا يرضى أن يتنازل عنها أمام أيّ ضغطٍ من الضغوط..
والإيمان بأسماء الله تعالى وصفاته، وما يليق به جلّ وعلا من صفات الكمال يضع للإنسان القيم العليا التي يجب أن يؤمن بها، ويتطلّع إلى تحقيقها..
ب- وهو بمعنى آخر: "الإنسان الكامل"، الذي يكون الأسوة الحسنة للإنسان في كلّ شأنٍ، وليس من أحدٍ كذلك إلاّ النبيّ المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، فقد أمر الله العباد بذلك، فقال تعالى:
(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً (21)) الأحزاب.
وهذا الأمر يقتضي أن يدرس المؤمن سيرة النبيّ صلى الله عليه وسلم دراسة المحبّ الصادق، الحريص على التأسّي والاتّباع، وأن يعرف سننه الكريمة، وشمائله العظيمة في كلّ شأن من شئون الحياة.
ولا يتمّ للإنسان هذا الأمر إلاّ بالتلقّي عن العلماء العاملين، ومجالستهم، ودراسة سير الصالحين وتراجم حياتهم، وتدبّر كلامهم، وقد كان لهم أوفر الحظّ من ميراث النبيّ صلى الله عليه وسلم، وهديه في العلم والعمل، فلا عجب أن كانوا منارات الهدى للناس في كلّ عصر..
والتلقّي عن العلماء العاملين لا يعني الرجوع إليهم في كل شأنٍ فحسب، بل ينبغي أن يكونَ الإنسان قريباً من العلماء قربَ المشْورة الدائمة، وطلب النصح في كلّ خصوصيّاته، وذلك ما يجعل الإنسان على بيّنة وهدىً في جميع أموره..
4- ومن الخطوط العامّة لمنهج التغيير الإيجابيّ: علوّ الهمّة، والثقة بالنفس، من غير عجب بها ولا غرور، "فما ترك من الجهل شيئاً من رضي عن نفسه"، وعلوّ الهمّة من الإيمان، وهو يدلّ على شرف النفس وسموّها، وتطلّبها لمعالي الأمور، ونفرتها من الدنايا، وأيّ شيء يدعو دنيّ الهمّة إلى التغيير.؟! وإنّ الله تعالى يحبّ معالي الأمور، ويكره سفسافها، وما أحسن قول الشاعر:
وإذا كانت النفوس كباراً تعبتْ في مرادها الأجسامُ
ويقترن علوّ الهمّة بالثقة بالنفس، فلابدّ لعالي الهمّة من أن يكون واثقاً بنفسه، ثقة تعينه على العمل بهمّة، وتذلّل له العقبات، ولكنّ آفة الثقة بالنفس في كثير من الناس أنّها تبلغ حدّ العجب بالنفس والغرور، فبينهما حجابٌ رقيق، لا يدركه كثير من الناس، ولا يميّزونه.. والعجب بالنفس والغرور هو من ضيق عَطَن الإنسان، وقلّة خبرته بالحياة، ومعرفة ما عند الآخرين من طاقات وإبداعٍ..
5- ومن الخطوط العامّة لمنهج التغيير الإيجابيّ: قطع العوائق، والتخفّف من الملهيات والعلائق، فالعوائق تقتل الطموح، وتصدّ عن تحقيق الأماني، وكثرة الاشتغال بالملهيات والعلائق يُضيّع العمر في توافه الأمور، ويجعل الإنسان يدور في فلك ضيّق، لا يحقّق هدفاً، ولا يبني شرفاً.. والاعتدال أصل في حياة المسلم لا معدى عنه.. وما أكثر ما تضيع الأعمار بالملهيات، وتقتل بتوافه الأشياء.! فلا يصحو الإنسان على نفسه إلاّ بعد ضياع الشباب والصحّة والفراغ..
6- ومن الخطوط العامّة لمنهج التغيير الإيجابيّ: الحذر كلّ الحذر من غلبة اليأس من النفس، وسوء الظنّ بالآخَرين، فما من شيء يقعد الإنسان عن العمل، ويقتل فيه روح الجدِّ والطموح مثلُ اليأس من إصلاح النفس، ومن قدرتها على تغيير واقعها.. وما اصطاد الشيطان الإنسان في شَرَك لا فكاك له منه - إلاّ أن يشاء الله - مثل ما اصطاده في شرك اليأس وَالقُنوط من رحمة الله، ومبدأ ذلك اليأس من إصلاح النفس.. وهو وسوء الظنّ بالآخَرين أخوان متلازمان، وصنوان لا يفترقان..
فاليأس من إصلاح النفس، يعطّل طاقات الإنسان، ويجعله يتآكل ويضمحلّ، وسوء الظنّ بالآخَرين.. يمنع من رؤية محاسنهم، والانتفاع بهم، فيتأكّد في نفسه اليأس من التغيير.. وتلك مهلكة الإنسان ومقتله..
7- ومن الخطوط العامّة لمنهج التغيير الإيجابيّ: الحرص على الاستخارة والاستشارة في الأمور كلّها، فالاستخارة من علامات قوّة الإيمان بالله تعالى، وما خاب من استخار، ولا ندم من استشار، ومن استشار جمع إلى عقله عقل الناس، وإلى علمه علم غيره وخبرته..
وإذ كان الإنسان أمام اختيارات عديدة في كلّ مرحلة من مراحل حياته، فالاستخارة والاستشارة يمكن أن تحدّد له الاختيار الأفضل لمسيرة حياته، وحسن مآله..
وينبغي أن يستشار في كلّ شأن أهل الخبرة فيه والاختصاص، وأن يُحسِن الإنسانُ اختيار من يستشيره، فما كلّ من كان قريباً من الإنسان تحسن استشارته، والأخذ برأيه، وأوّل شرط في المستشار أن يكون من أهل العقل والحكمة، والدين والأمانة، والخبرة في الحياة، المشهود لهم بحسن الفهم والنظر في العواقب..
وبعد؛ فما أسهلَ الكلامَ وأصعبَ العملَ! وما أحسنَ البيانَ إذا ترجمَ إلى عمل! بل ما أحسن البيان العمليّ، الذي يتّصل بالقلب، ويحرّك المشاعر.! أفتطمعُ أيّها المربّي والداعية! في تغييرِ منْ حولك، وما حولك، وتلومُ مَن يُقصّرُ في ذلك، وأنت تعجزُ عن تغييرِ نفسِك، ولا تلومها على ذلك.؟!
وقد يظنّ بعض من يقرأ هذا المقالَ أنّه ملْتزمٌ بهذه الحقائق لا يخرجُ عنها، ولو دقّق النظر في حياته وسلوكه لرأى أنّه إذا أخذ ببعض هذه الحقائق، فإنّه لا يلتزم بهَا كلّها، وإذا التزم بها في بعض الأمور، فإنّه لا يلتزم بهَا كلّ شأن.. وربّما كانت ضرورتُه إليها فيما لا يلتزم به فيها أشدَّ وأكبرَ.. وإنّما ينبغي أن تكون هذه الحقائق هدي سيرة ومنهج حياة، لِتُؤتي ثمراتها الطيّبة في تقويم السلوك، وسداد المواقف، والله الموفّق والهادي إلى سواء السبيل.!

الإفك سلاح الجبناء

في الحلقة 20 تناولنا جزءا من حديث "معركة النفس الطويل" وعرضنا مفردات هذه المعركة : كاللعب على المعنويات، وخسران معركة تمهيدا لكسب الحرب في النهاية، وتحديد الخصوم الجادين، وفنيات تجاوز الصدمة الأولى، وتوسيع رقعة المعركة لإبعادها عن التشخيص وتأطيرها بدين عظيم، أو وطن عزيز، أو كرامة غالية، أو جماعة ربانية..الخ، وخلصنا إلى أن أسوأ عدو للإنسان هو نفسه، فالنصر  يبدأ منها والهزيمة تنبت فيها، والتغيير الجاد "يتخمر" فيها، وأن أول خطوة جادة على طريق التغيير تبدأ بقتل الشخصانية واقتلاع جذور الأنانية لتجاوز مصيدة : "أنا خير منه".
21 – أفاكون بامتياز : أبلغ جملة تفوه بها الفوهرر أدولف هتلر قبل أن يختفي من هذا الوجود قوله : " إذا طعنك أحد من خلف فاعلم أنك تسير في مقدمة الناس" وإني أعتقد أنه منذ نهاية الحرب العالمية الأولى سنة 1945 إلى اليوم زاد عدد الطاعنين للمتقدمين من الخلف باللسان والسنان، وإني أعجب لأقوام يدلون بتصريحات خطيرة عارية من الرجولة وخالية من الشهامة وبعيدة عن الخلق، ومع كل هذا الهوان النفسي والإنحطاط الخلقي لا يملكون الشجاعة للكشف عن أسمائهم، ويلتحفون بأقنعة جبانة تطلق عليها وسائل الإعلام تسميات مفضوحة كقولهم : مصدر مقرب، مصدر مأذون، مصدر حسن الإطلاع، شخصية مقربة رفضت الكشف عن أسمها..الخ، وتأتي مواقع التواصل الإجتماعي لتوسع هذا السلوك المتجلبب بعناوين براقة كقولهم : ناصح، مخلص، مناضل قديم، جندي خفاء، حمساوي..وتزداد التعاسة عندما ينسب بعض الأفاكين الكبار أنفسهم إلى مدينة عريقة كتلمساني، وقسنطيني، وعاصمي، وأوراسي..الخ..ثم يكتبون ما لا يجوز قراءته، ويقطعون ما أمر الله به أن يُوصل، ويقولون في الحركة ورجالها ما لم يقله الله في الخمر – وليس مالكا- لأن الله ذكر ما فيها من "إثم كبير" ولم يحجب ما فيها من "منافع للناس" بينما بعض الأفاكين لا يرون لهذه الحركة ونضالاتها ورجالها وشهدائها ومواقفها وفضلها على كثير من الناس أي خير، ولا أعتقد أنهم يجهلون قواعد الجرح والتعديل وضوابط الشهادة التي تنقل الإثم من اللسان إلى القلب إذا كان صاحبها مصرا على كتمانها : "ومن يكتمها فإنه آثم قلبه"، وكلها سلوكات مشينة.
ولنا على هذه السلوكات المشينة ثلاث ملاحظات منهجية :
الأولى أخلاقية :  وخلاصتها أنه ليس من الرجولة والشهامة والشجاعة والخلق القويم أن يتحدث المتحدث أو يكتب ما يعتقد أنه نافع للناس دون أن يكشف هذا المتحدث عن هويته ليعرف الناس مع من يتعاملون، فالمرسل يجب أن يُعرّف بنفسه كما فعل سليمان (ع) مع ملكة سبأ : "إنه من سليمان وإنه باسم الله الرحمان الرحيم".
والثانية أدبية : وخلاصتها أن الناس يهمهم – قبل أن يقرأوا أو يسمعوا- معرفة هوية الكاتب أو مصدر الصوت، لأن قيمة الكلمة في قائلها، لذلك يهتم المسلمون كثيرا بمرجعيات الخطاب، فالقرآن عندهم مقدس لأنه كلام الله ثم يأتي بعده الحديث الشريف، ثم كلام الصحابة والتابعين – ومنهم الأئمة والعلماء والدعاة- ثم يأتي صناع القرار من ذوي القدوة، ثم الأدنى فالأدنى إلى أن تنقطع سلسلة السند فتدخل الأخبار في دوائر اللغو وسقط الحديث الذي أمرنا ربنا عز وجل أن نتعامل معه بطريقتين:
-         أن نقول سلاما للاغين والمرجفين.
-         أن نهجر مجالسهم وأن نمر عليهم مرور الكرام.
والثالثة تربوية : وخلاصتها أن الكتابات الهابطة مثل الكلام الساقط.. كلاهما يلوثان السمع كما تلوث الفضلات الأماكن النظيفة ويسممان القلوب كما تسمم الغازات الحرارية الهواء ويشحنان النفس بشحنات سالبة كما تشحن الإشعاعات المشبعة الأرض بما يقتل فيها الخصوبة أو يعطل فيها النماء، لذلك وجب على كل من يدرك مسؤوليته على سمعه وبصره وفؤاده ألا يعرض جوارحه للتوث وأن يحاول إبعادها عن التسمم والشحن الإشعاعي.
-         فالعاطلون عن العمل تجدهم فلاسفة في التنظير لا يعرفون من كلام سوقة ليس له من مدخلات ولا مخرجات فإذا طالبناهم يتحويل كلامهم إلى جداول تشغيل تحولت فلفساتهم إلى ما سماه زهير بن أبي سلمى "مخض الماء" عندما كتب في همزيته الرائعة :
بعض القول ليس عياج     ***    كمخض الماء ليس له إيتاء
-         والمنهزمون نفسيا وفكريا وحضاريا لا يحسنون إلاّ ترديد ما قاله الأولون : "لو كان خيرا ما سبقون إليه". فلا يتصورون خيرا يأتي من غير بابهم.
-          والذين يحسدون إخوانهم على ما رزقهم الله كإخوة يوسف (عليه السلام) لا يتقنون إلاّ فنون المراوغة والكذب على أبيهم بالحرص على إرساله معهم : "يرتع ويلعب" والإجماع على رميه في غيابات الجب، وهندسة الكذب وذرف الدموع واتهام الذئب بأكله وتلطيخ قميصه بدم كذب..حتى إذا حزبتهم الخطوب ودقت ساعة الجد وساقتهم ظروفهم إلى أخيهم يحملون إليه بضاعة مزجاة يطلبون منه إيفاء الكيل والتصدق عليهم.
فما أبشع الإنخراط في معسكرات الأفاكين وما أحط قيمة من لايجد ما ينفق من "طيب الكلام" إلاّ السباب والشتائم والإفتراء على الناس بغير علم، مع أن أكثر هؤلاء الأفاكين يقرأون صباح مساء : "ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا".
فما هو العلاج القرآني للإفك الشيطاني؟
أنصح أبنائي وبناتي من - أعماق قلبي- بتلاوة متأنية متدبرة لثلاث سور من كتاب الله تعالى هن الجواب الكافي لمن سأل عن العلاج الشافي من أمراض الإفك والشك والغيبة والنميمة وقول الزور، وهن : سورة النور، والأحزاب، والحجرات، فإذا لم يستقم خلقه ويطمئن قلبه يراجع تفسير سورة التوبة ويقف طويلا أمام الدروس المستخلصة منها، فعلماؤنا يسمونها الفاضحة لأنها جهاز كشف أشعة النفاق الذي هو "سكانير" رباني يكشف بها علام الغيوب نفسيات مريضة كان أصحابها يعيشون مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويتحركون معه في الصفوف الأمامية ولكنهم كانوا يطعنونه في الظهر باللسان والمؤامرة والسنان، فنزلت الفاضحة لتكشف عما في القلوب وتعري نفوسا مريضة "تأكل الغلة وتسب الملة" وتختم دورة الإرجاف بالقول : "فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم".
فائدة عظيمة :
 خلق الله بعض الناس على شاكلة حيوانات، فبعضهم "حمار يحمل أسفارا" وبعضهم : "كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث" وبعضهم يشكك في كل شيء وينتقد كل شيء..ولا يعجبه العجب ولا يفرق بين رمضان ولا رجب، ويسأل عن كل صغير وكبير..حتى البعوضة التي ضربها الله مثلا يثير حولها السؤال لنشر الشبهات : "ماذا أراد الله بهذه مثلا"..الخ، فلا تصاحب أحدا من هؤلاء ولا تتعب نفسك في الرد على إجتراراته، فأنت لك ما يشغلك، لأنه صاحب فكرة وحامل مشروع ورسالتك في الحياة كالغيث "أينما وقع نفع".. أما هو فلا شغل له إلا "مضغ الكلام" وزرع الإفك ونشر الفتن بين الناس بهدف تعطيلك عن عملك..وشتان بين حالب وشارب، وبين نائحة ثكلى فقدت عزيزا ونائحة مسأجرة تخمش  وتشق جيبها وتدعو بدعوى الجاهلية بمقدار ما يضع لها المستأجرون في رصيدها من دينار ودرهم ، "تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد القطيفة، تعس عبد الخميلة، تعس وانتكس، وإذا شيك إنتقش". فأمضي نحو الهدف رافعًا لافتة قرآنية معجزة كُتب عليها : "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بيننا لكم الآيات إن كنتم تعقلون. ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور".
هل يحتاج هذا البيان إلى بيان؟ وهل بعد قول الحق من الحق؟ أو ليس بعد الحق إلاّ الضلال؟؟
ولا حول ولا قوة إلاّ بالله.
ــــــــــــــــــــــ
حركة مجتمع السلم

آسف .. وأرجو أن تعذرني

إن بعضنا قد  يسيء للبعض في اليوم عشرات المرات .. فلا يقول : عفواً ويعتذر .
وإن بعضنا  قد يجرح أخاه جرحا عظيما .. فلا يقول .. سامحني .
وإن البعض منا قد يعتدي في لحظة طيش وغضب على زميله وربما جاره  .. ويخجل من كلمة : آسف .
كلمة لو نطقناها بصدق لذابت الحواجز وزال الغضب ولداوينا قلبا مكسورا أو كرامه مجروحة ولعادت المياه إلي مجاريها في كثير من العلاقات المتصدعة .. كلمات سهلة وبسيطة وصادقة تنمي الحب والمودة والتسامح والعفو الجميل فتعود العلاقات الأسرية والاجتماعية المتصدعة أكثر ترابطاً .. ( خيركم من بدأ بالسلام ) نوع من الاعتذار النبوي الراقي الذي تجاهلناه .
 فلماذا يعجز أحدنا عن الاعتذار لأخيه .. بصدق وشجاعة .. بهدية صغيرة .. أو زيارة خاطفة .. أو كلمة طيبة .. أو بسمة حانية .. أو اتصال على غير موعد ويقدم اعتذاره ويطلب منه المسامحة لنظل دوما على الحب والخير أخوة
إننا لا نعاني فقط من الجهل بأساليب الإعتذار ,, ولكننا نكابر ونتعالى ونعتبر الإعتذار هزيمة أو ضعف ,, وانتقاص للشخصية والمركز والمنصب .. وكأننا نعيش في حرب دائمة مع الغير ..فتجد أن :.
الأم تنصح إبنتها بعدم الإعتذار لزوجها التي أخطأت في حقه ...
والزوج تأخذه العزة بالأثم إذا أخطأ في حق زوجته فلا يعتذر
والأب ينصح الابن بعدم الإعتذار ,, لأن رجل البيت لا يعتذر ...
والمدير والوزير لا يعتذر للموظفين إذا حدث منه خلل وتقصير في حقهم لان مركزه لا يسمح له بذلك ...
والمعلمة لا تعتذر للطالبة لأن ذلك سوف ينقص من إحترام الطالبات لها ...
والطبيب لا يقف معتذراً ونادماً على خطأ أرتكبه في حق مريضه حتى لا يشوه سمعته ويتفرق الناس إلى غيره.
والجار لا يعتذر لجاره ويعتبر ذلك ضعف منه ... فمن علّمنا أن الاعتذار ضعفٌ وإهانةٌ ومنقصة ؟؟
ومن علّمنا أن نقتل بداخلنا هذه الصفة النبيلة ؟؟  ومن علّمنا أن في الاعتذار جرحٌ للكرامة والكبرياء ؟؟
وبعض الحكام قد تؤلف في أخطائهم في حق شعوبهم وتقصيرهم في واجباتهم مجلدات ومع ذلك لا تجد من يتجرأ .. لا لشيء .. بل ليكون عظيماً ويقف أمام شعبه .. فيعتذر ويصلح .. أو يعتزل ويفسح.
ألا يعرف هؤلاء فضيلة الاعتذار و مالها من آثار إيجابية أهمها كسب حب و مودة الآخرين وتطييب نفوسهم ومنها إظهار الحق ودفع الظلم وبذل المعروف ونشر الخير والتعاون والترفع عن الصغائر وتغليب المصالح العامة على المصلحة الشخصية .. و هل يعلمون ما هي عواقب عدم القيام بها من تفكك المجتمع و انتشار الكذب و الحقد و الكراهية و عدم الثقة بين أفراده  واستمرار الخطأ والجفوة والظلم .. هؤلاء يجهلون فضيلة الاعتذار و أنها من مكارم الأخلاق وسمات العظماء وأخلاق النبلاء .. أمر بها الشرع وحث عليها ورغب فيها وضرب القصص والأحداث لبيان أهميتها.
 لقد قص الله علينا قصة آدم وحواء في الجنة، لنتعلم منهما فقه الاعتذار و مراغمة الشيطان؛ فلما أخطأ أبونا آدم وأخطأت أمنا حواء، لم يتبجحا ولم يستكبرا، إنما تعلما من الله معنى التوبة، وطريق الاعتذار، نعم لقد تلقيا من الله كلمات ميسورة الألفاظ، لكنها عميقة النتائج: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (البقرة: 37). يقول الرازي: لقد اختلفوا في تلك الكلمات ما هي؟ والأَولى هي قوله: {قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (الأعراف: 23).
فإذا كان القدَر قد سبق بالمغفرة لآدم، فلِمَ طلب الله منه الاعتذار؟ إنه أدبٌ وتعليم وتدريبٌ، أدب الحياء من الله والتواضع عند الخطأ، وتعليم لفقه الاعتذار، وتدريبٌ على الاعتراف بالذنب والتوبة .. لقد كان الاعتراف بالذنب صريحا واضحا، بل لقد سمَّى آدمُ نفسَه ظالما، فحين شعر بنيران الذنب بين جنبيه، انبعثت إرادته للنهوض وتدارك رحمة الله؛ فاعترف بالذنب وندِم عليه وطلب الصفح من الله، قال تعالى ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ) آل عمران135 وهكذا مضت قافلة البشر، وهكذا تعلم الأنبياء والصالحون؛ فموسى عليه السلام لمَّا وكز الرجل وقتله، لم يتغنَّ ببطولته، ولم يُبرّر عملَه، بل اعترف بظلمه لنفسه وقال في ضراعة: {هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ . قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (القصص: 15، 16).
فموسى عليه السلام قدم الاعتذار عن الخطأ ، قدم الاعتذار عن القتل الذي لا تقره قيمه ولا أخلاقه ولا دعوته ، ( فعلتها إذا وأنا من الضالين ) اعتراف واضح صريح بالخطأ والاعتذار عنه فالخطأ هو الخطأ والقتل ضلال ، مهما تكن أسبابه ودوافعه .. حتى بلقيس ملكة سبأ التي نشأت في بيئة وثنية، اعترفت بذنبها فقالت: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}(النمل: 44) (ظلمت نفسي) قالتها امرأة حين استحيت من أعمالها السالفة.
ان خلق الاعتذار وقبول العذر وقاية للمجتمع من تفشي سوء الظن وتقاذف التهم والتي إن استقرت في القلوب فلن يفيد معها اعتذار .
لقد عبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الإنسان (ابن آدم ) بالخطَاء وليس المخطئ ، وهي صيغة مبالغة تدل على تكرار الخطأ ، فقال (كل بن آدم خطاء وأن خير الخطائين التوابون ) وليس على وجه الأرض بشر معصوم من الخطأ ، ولكننا جميعا نخطئ ونصيب ، وأن خير البشر من يعترف بخطئه ويقر به ويعتذر عنه ويعمل على إصلاحه ما أمكنه ذلك ، والمسلم الحق والإنسان السوي يرجع إلى الحق إذا تبين له سبيله واتضح له طريقه .. إن من يظن في نفسه أو في غيره من البشر العصمة من الخطأ فإنما يضفى على نفسه أو غيره قدسية لا تستقيم مع خصائص البشرية التي عرفنا عليها منهج الإسلام.
ولذلك نزل قوله تعالى ( عبس وتولى أن جاءه الأعمى ..... ) وكان عتاب من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم  لأنه أعرض عن عبدالله بن أم مكتوم فقد كان مشغولا قي دعوة سادات قريش فعاتبه الله : فكان النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا رأى بن أم مكتوم يبسط له رداءه ويقول : مرحبا بمن عاتبني فيه ربي ، هل من حاجة ؟واستخلفه على المدينة في غزوتين غزاهما ... إنه اعتذار دائم متجدد ومتكرر عن خطأ كان له ما يبرره من حيث المهام والمسؤوليات الدعوية ، لكن قيم الإسلام أرفع من كل مصلحة  ولن ينقص من منزلتك أن تعترف بخطئك، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان يظن أنه لا ضرورة لتأبير النخل أشار بعدم تأبيرها. ثم قال بعد ذلك: "إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه، فإني إنما ظننت ظنًا، فلا تؤاخذوني بالظن" [رواه مسلم] .. وهكذا تربى الصحابة على ثقافة الإعتذار حتى ما يكون من تقصيرهم أمام الله وأمام دينهم ولذلك لما كان يوم أحد انكشف المسلمون وتفرقوا عن رسولهم فقام أنس بن النضر رضي الله عنه فقال : اللهم أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني أصحابه - وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء - يعني المشركين - ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ ، فقال : يا سعد بن معاذ الجنة ورب الكعبة ، إني أجد ريحها من دون أحد . قال سعد : فما استطعت يا رسول الله ما صنع ! قال أنس : فوجدنا به بضعاً وثمانين ضربة بالسيف ، أو طعنة برمح ، أو رمية بسهم ، ووجدناه قد قتل ومثل به المشركون فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه.
الاعتذار أدب وخلق اجتماعي وهو من أقوى الصفات التي تدل على تواضعك وتسامحك وهو أسلوب يحسن صورتك ويبعد عنك سو ء الظن حين يصدر منك الخطاء لذا علينا بالاعتذار عند الخطاء كما علينا قبول العذر والعفو وتلمس الأسباب لمن قد أخطاء في حقنا
خذ من أخيك العفو واغفر ذنبه ... ولاتك في كل الأمور تعاتبه
فأنك لن تلقى أخاك مهذباً ...  وأي امرئ ينجو من العيب صاحبه
يقول ابن القيم الجوزية في كتاب تهذيب مدارج السالكين : من أساء إليك ثم جاء يعتذر عن إساءته فان التواضع يوجب عليك قبول معذرته , وعلامة الكرم والتواضع أنك اذا رأيت الخلل في عذره لا توقفه عليه و لاتحاجه .
أقلل عتابك فالبقاء قليل ... والدهر يعدل مرة ويميل
ولعل أيام البقاء قليلة  ...  فعلااااام يكثر عتبنا ويطول؟؟؟
ولأن بعض الناس قد يزهد في العفو وقبول العذر لظنه أنه يورثه الذلة والمهانة فقد أتى النص القاطع يبين أن العفو يرفع صاحبه ويكون سبب عزته. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله" (رواه مسلم).
و يوم أن وقعت بين أبي ذر  رضي الله عنه وبلال رضي الله عنه- خصومة، فيغضب أبو ذر وتفلت لسانه بكلمة يقول فيها لبلال: يا ابن السوداء فيتأثر بلال، يوم أكرمه الله بالإسلام، ثم يعير بالعصبيات والعنصريات والألوان، ويذهب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ويشكو أبا ذر، ويستدعي النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا ذر، فيقول -كما في الحديث المتفق علي صحته- يقول النبي صلى الله عليه وسلم-: " أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية"، فيتأثر أبو ذر ويتحسَّر ويندم، ويقول: وددت –والله- لو ضرب عنقي بالسيف، وما سمعت ذلك من رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ويضع أبو ذر خده على التراب معتذرا  ويقول: يا بلال؛ ضع قدمك على خدي، لا أرفعه حتى تضعه، فتذرف عينا بلال -رضي الله عنه- الدموع، ويقول: يغفر الله لك يا أبا ذر، يغفر الله لك يا أبا ذر، والله ما كنت لأضع قدمي على جبهة سجدت لله رب العالمين، ويتعانقان ويبكيان وقد ذهب ما في القلوب من حنق وبغضاء .. هذه هي حياتهم يوم تعاملوا بالإسلام كمنهج للحياة رضي الله عنهم أجمعين
 إن الاعتراف بالخطأ و الاعتذار حين وقوعه منك قد يزيد من احترام الناس لك وتسلم من الفتن وتأمن الجانب وتصلح ما بينك وبين الآخرين من سوء فهم أو سوء علاقة .. يقول الأستاذ جاسم المطوع أنه أثناء تقديمه لدورة  مهارات التعامل مع الأبناء وكيفية استيعابهم أنه  رأى رجلاً في الدورة أثناء الحوار والنقاش قد نغير لونه وانحدرت دمعة من عينه على خده  وخلال فترة الراحة جاءني هذا الرجل وحدثني علي انفراد قائلاً: هل تعلم لماذا تأثرت بموضوع الدورة ودمعت عيناي؟
 قلت له : لا والله ! فقال: إن لي ابناً عمره سبعة عشر سنة وقد هجرته منذ خمس سنوات لأنه لا يسمع كلامي،ويخرج مع صحبة سيئة، ويدخن السجائر، وأخلاقه سيئة مع أمه وفي البيت،  فقاطعته ومنعت عنه المصروف وبنيت له غرفة خاصة على السطح، ولكنه لم يرتدع، ولا أعرف ماذا أعمل،ولكن كلامك عن الحوار وأنه حل سحري لعلاج المشاكل أثر بي، فماذا تنصحني؟
 هل أستمر بالمقاطعة أم أعيد العلاقة ؟   وإذا قلت لي ارجع إليه فكيف السبيل ؟
 قلت له: عليك أن تعيد العلاقة اليوم قبل الغد، وإن ما عمله ابنك خطأ، ولكن مقاطعتك له خمس سنوات خطأ أيضاً، أخبره بأن مقاطعتك له كانت خطأ وعليه أن يكون ابناً باراً بوالديه، ومستقيما ًفي سلوكه، فرد علي الرجل قائلاً:أنا أبوه أعتذر منه؟ ..  نحن لم نتربى على أن يعتذر الأب من ابنه!
 قلت: يا أخي الخطأ لا يعرف كبيراً ولا صغيراً وإنما على المخطئ أن يعتذر،  فلم يعجبه كلامي، وتابعنا الدورة وانتهي اليوم الأول، وفي اليوم الثاني للدورة جاءني الرجل مبتسماً  فرحاً ففرحت لفرحه، وقلت له: ما الخبر؟ 
قال: طرقت علي ابني الباب في العاشرة ليلاً وعندما فتح الباب قلت له: يا ابني إني أعتذر من مقاطعتك لمدة خمس سنوات، فلم يصدق ابني ما قلت و أرتمى برأسه علي صدري، وظل يبكي فبكيت معه..  ثم قال: يا أبي أخبرني ماذا تريدني أن أفعل،فإني لن أعصيك أبداً .
و ثقافة التسامح و الإعتذار هي التقافة التي كانت تسود المجتمع المسلم فعاش الناس في سعادة وطمأنينة حتى أولئك المخالفين لنا في الدين والعقيدة من أهل الكتاب من اليهود والنصارى والمجوس وغيرهم فلم تغمط حقوقهم وإذا حدث خطأ فسرعان ما يكون الإعتذار والرجوع الى الحق لأن المسلم يعتبر ذلك من الدين الذي أمر به شرعا .. فعندما لطم ابن عمرو بن العاص القبطي  في مصر جاء القبطي إلى الخليفة عمر رضي الله عنه  يشتكي  فاعتذر عمر منه واستدعى عمرو بن العاص وقال له كلمته الشهيرة متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا  وطلب من القبطي أن يقتص من عمرو وولده لم يقل الخليفة هذا ابن أمير مصر وهو أبن صحابي جليل كلا ... بل طلب منه الإعتذار عما بدر منه وأن يستعد للقصاص وكتب إليه بعد ذلك عمر  وهو في مصر قالاً : "واعلم يا عمرو أن الله يراك ويرى عملك، فإنه قال تبارك وتعالى في كتابه : ( واجعلنا للمتقين إماماً ) (الفرقان: 74) يريد (أي من المؤمن) أن يُقتدى به، وأن معك أهل ذمة وعهد، وقد أوصى رسول الله  صلى الله عليه وسلم  بهم، وأوصى بالقبط فقال :((استوصوا بالقبط خيراً، فإن لهم ذمة ورحماً))، ورحِمُهم أن أم إسماعيل منهم، وقد قال  صلى الله عليه وسلم  : ((من ظلم معاهداً أو كلفه فوق طاقته؛ فأنا خصمه يوم القيامة)) احذر يا عمرو أن يكون رسول الله  صلى الله عليه وسلم  لك خصماً، فإنه من خاصمه خَصَمه".( كنز العمال (14304) .. ومن عجيب الأخبار، أن عمير بن سعد ترك ولاية حمص لإساءته إلى ذمي، فقد قال للخليفة مستعتباً عن الرجوع إلى الإمارة: (إن ذلك لسيء، لا عملت لك، ولا لأحد بعدك، والله ما سلِمت، بل لم أسلم، قلت لنصراني: أخزاك الله، فهذا ما عرضتني به يا عمر..)  ولم يجد الخليفة بُداً من قبول هذه الاستقالة.( الطبراني في معجمه الكبير (17/52).. وفي تاريخ دمشق أن عميراً قال للخليفة عمر: " فما يؤمنني أن يكون محمد  صلى الله عليه وسلم  خصمي يوم القيامة ومن خاصمهُ خصمه"( عساكر في تاريخ دمشق (46/493) .
و مرّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه بباب قوم وعليه سائل يسأل: شيخ كبير ضرير البصر، فضرب عضده من خلفه وقال: من أي أهل الكتاب أنت؟ قال: يهودي، قال: فما ألجأك إلي ما أرى؟ قال: أسأل الجزية والحاجة والسن، قال: فأخذ عمر بيده وذهب به إلى منزله فرضخ له بشيء من المنزل، ثم أرسل إلى خازن بيت المال فقال: انظر هذا وأمثاله  فو الله ما أنصفناه، أن أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم "إنما الصدقات للفقراء والمساكين" والفقراء هم المسلمون، وهذا من المساكين من أهل الكتاب، ووضع عنه الجزية وعن أمثاله(كتاب الخراج، أبو يوسف (126).
إننا بحاجة إلى تربية نفوسنا على ثقافة الإعتذار وطلب العفو والتسامح ممن قصرنا أو أخطأنا في حقهم بقصد أو بدون قصد حتى يستمر العطاء وتزداد الروابط وتطيب النفوس وتنجز الأعمال ويُعرف مكان الخطأ حتى يتجنب الجميع تكراره ويسلم المرء والمجتمع من تبعات العناد والكبر والإصرار على الخطأ الذي قد يدمر مجتمعات وأمم وشعوب وحضارات وأهم من ذلك كله أن المرء ينجو بإعتذاره عما بدر منه تجاه الآخرين من تبعات السؤال بين يدي الله يوم القيامة .. فلا تتأخروا أو تتثاقلوا عن الإعتذار حين يكون هو الحل  وهو العلاج..

احترمي ابنك المراهق

قبل أن تطالبيه باحترامك... احترمي ابنك المراهق
فترة المراهقة من أخطر مراحل الحياة؛ لأنها تعج بالكثير من المتغيرات النفسية والعقلية والجسمية والعاطفية، وهي تحتاج إلى عناية خاصة، وتوجيه خاص، ذلك أن مسيرة حياة المراهق أو المراهقة قد تتحدد خلال هذه المرحلة، فإن كانت هذه المرحلة معالجة تربويا بصورة صحيحة، فإن أثرها هذا سينعكس على بقية مراحل العمر.
المراهق/ المراهقة يشعر في هذه المرحلة أنه قد أصبح إنساناً كامل الشخصية، ولم يعد طفلاً يُقَاد كما يحلو لوالديه وأسرته؛ بل يسعى من أجل التحرر من قيود الأسرة، وأعراف المجتمع، ليثبت للجميع أنه تجاوز مرحلة الطفولة.
 لهذا من المهم جدا أن يعامل المراهق/ المراهقة باحترام من قبل والديه والمحيطين به.
 ومن وسائل احترام المراهق/ المراهقة الأتى :
 1 –  الاحترام مفتاح التفاهم مع المراهق/ المراهقة، لأن الاحترام يعطيه الثقة بالنفس، والثقة بالنفس تدفعه دائما نحو الأفضل، أما  التحقير والتوبيخ وفرض الأوامر فهذا يصيبه بالتردد وضعف الشخصية.
2 – كل إنسان  معرض للخطأ، والمراهق/ المراهقة لا خبرة له في الحياة، فاحتمال وقوعه في الخطأ أكبر، لهذا على الوالدين تقبل فكرة الوقوع في الخطأ، ويعلما أن الخطأ وسيلة لمعرفة الصواب، فعلى الأب والأم معاملة المراهق/ المراهقة حين الوقوع في الخطأ، بضبط النفس وإعطاءه فرصة الرجوع والتوبة، وعدم استخدام أسلوب الفضح والتشهير أمام الآخرين، حتى يستعيد المراهق/ المراهقة توازنه النفسي .
فالدراسات تشير إلى أن الأسوياء كان آباؤهم يتلفتون إلى محاسنهم ويمدحونهم على أعمالهم الحسنة أكثر من نقد الأخطاء ، ومن الأمور التي تزعج  المراهق/ المراهقة تذكيره دوما بسلوكه الخاطئ، والتحدث عنه أمام الآخرين، بل يجب أن نفرق بين ذاته وأفعاله، أي نفرق بين الابن الحبيب والسلوك الخاطئ .
3 - أكثر ما يؤلم المراهق/ المراهقة شعوره أنه مراقب من قبل والديه،  لذا وجب إشعاره بصورة دائمة بالحب والقبول والثقة والدعم، و منحه قدرا من الاستقلالية، وبناء جسور التواصل معه.
4 – إشعاره المراهق/ المراهقة بالعدل والمساواة مع كل إخوانه وأخواته، وعدم تمييز أو تفضيل أحد على الآخر، وعدم مقارنته بالآخرين، لأن المقارنة تولد في نفسه الإحباط والانهزامية، ولا يقتصر تشجيع الآباء على الممتازين أو الموهوبين من الأبناء، ولكن تشجيع الضعاف منهم يدفعهم للتقدم، لأن الضجر والتهكم عليهم يطفئ همتهم ويشعرهم بخيبة الأمل ويزيد من خمولهم.
5 – احترام أفكار المراهق/ المراهقة، والإصغاء إليه باهتمام، وإشعاره أن أفكاره ذات قيمة، فاحترام مشاعره ورغباته يمنحه الإحساس بأهميته، واحترام المتغيرات التي تحدث في مظهره أو شكله، لأن المتغيرات التي تحدث له في مظهره أو صوته، تجعله يفقد احترامه الذاتي، لذا فهو يحتاج لتأكيد احترام الذات لديه،وتعزيز الثقة بالنفس.
6 – الثناء على المراهق/ المراهقة عند نجاحه في أي جانب من جوانب الحياة، سواء دراسية أو رياضية أو في أي مجال آخر، ولا نجعل ثناءنا فقط علي الجانب الدراسي، فربما كان عند المراهق/ المراهقة انخفاض في المستوي الدراسي، وقتها نتذكر مزاياه الأخرى، ونمدحه علي أرائه الصائبة، ونتغاضى عن أوجه القصور، ونشجعه إذا أخفق ليبدأ من جديد مرة أخري.
7 – إعطاء المراهق/ المراهقة مساحة أكبر من الحرية المنضبطة في اختيار أصدقاءه، والتصرف في مصروفه، واختيار ملابسه، واحترام ذوقه حتى لو كان ذلك مخالفا لهوانا إن كان هذا الذوق لا يتعارض مع الشرع أو ليس شاذا، وتخفيف القيود الأسرية عليه، حتى يشعر بالاستقلال الذاتي.
8 – التعامل مع المراهق/ المراهقة كصديق بالغ، واستشارته في الأمور التي تخص الأسرة، والتحاور معه، وإفساح المجال له في التعبير عن وجهة نظره واحترامها، والأخذ بها إن كانت لا تسبب ضررا.
9 -  عدم إفشاء أسرار المراهق/ المراهقة ولو لأقرب المقربين منه، تحت أي ظرف.   
10 - تجنب انتقاد المراهق/ المراهقة في الموضوعات التي  تقبل الرأي والرأي الأخر، طالما رأيه لا يتعارض ولا يصطدم مع الشرع.
11 – تقبل واحتواء المراهق/ المراهقة في كل أحواله، وإظهار التفهم وبخاصة وقت السخط وعدم الاستقرار، و وقت الحزن، والتغافل عن الانفعالات التي تحدث منه، مثل كثرة الصياح وبعض الأعمال العنيفة مثل غلق الباب بعنف، أو التلفظ بألفاظ غير مألوفة منه، وتحمله والتسامح معه، والتغاضي عن مشاعر عدم الراحة التي يبديها في بعض الأحيان، واحترام رغبته في الجلوس بمفرده أحيانا، وعدم مطاردته بالأسئلة.
 ومن المهم ألا يدخل معه أحد الوالدان في مصادمات، لأن الدخول في حرب مع المراهق/ المراهقة ستولد لديه العناد، وستكون نتيجتها مزيد من التباعد والشقاق، بل المطلوب تقديم الدعم النفسي، فالأب السند النفسي لابنه، والأم السند النفسي لابنتها، وذلك بالاستماع لمشاكله بانتباه واهتمام، وبالاستجابة المتعاطفة دون إقامة أي حكم على الموقف سواء بالثناء أو بالنقد.

خذني إلي حيث كنا

إنها دائما البدايات الجميلة التي نعيشها بطبيعتنا وإنسانيتنا كاملة ، زوج وزوجة وبيت وليد كل منهم يبذل ما عنده في سبيل إسعاد الآخر ،  جمعنا الحب وبارك لنا حب شرع الله والتمسك به ، وقربت بيننا الطاعة المستنيرة لله وحده دون غيره ، البساطة كانت عنوان بيتنا ، والمودة ديدنه ، يمر عام ثم عام ، يأتي الطفل الأول ، ثم الثاني ثم تزداد المتطلبات ليحمل كل هذا رياح تغيير علي القلوب التي بدأت تتململ من ضيق الحال مع كثرة مستلزمات الأبناء الذين يكبرون يوما بعد يوم وتكبر معهم احتياجاتهم اليومية ، فكان لا بد من تغيير سياسة البيت الهادئ الوديع لتماشي مع ما استجد من ظروف ، وتم الاتفاق علي أن يتفرغ كل منا لما هو مطلوب منه من مهام في الحياة دون أن تكبله العاطفة عما هو مطلوب منه ، فالزوج ينطلق في الحياة بلا تهاون وبلا كسل يبحث عن المزيد والمزيد من المال كي يرفع من مستوي الأولاد الذين لا ذنب لهم في أن يولدوا في أسرة رقيقة الحال ، بينما تتفرغ الأم للتربية اللائقة بهؤلاء الوافدين الجدد والذين هم فلذة الكبد وروح الفؤاد  ، ليلف الصمت ذلك البيت الذي طالما علت فيه صيحات السعادة لتفيض علي من حوله  ، ساد الصمت حين عاد الوالد لأول مرة من عمله الذي يستوجب منه المكوث بالخارج ساعات طويلة متتالية ، عاد منهكا تعبا لا يستطيع ردا علي سؤال ولا حتى الاستماع لكلمة حب ، ساد الصمت ليله الجمود المتسلل لتلك العلاقة الأسرية التي كانت في يوم من الأيام من أروع العلاقات الزوجية علي الإطلاق .
سنوات مرت علينا يلفها ذلك الجمود القاتل ، كل يوم ككل يوم ، متاهة لا خروج منها ، ودائرة مغلقة لا تبيح الخروج عليها مهما حدث ، إنجاب ولدنا الأخير لم يكن كافيا لفك ذلك الحصار الغاضب الصامت البارد في علاقتنا معا  ، المرض الذي ألم بأحد أولادنا وتشاركنا معا في السهر والألم لأجله  لم يكن كافيا  لإذابة الجليد العالق بها منذ تلك السنوات العجاف ، أحداث كثيرة مرت بنا كانت كفيلة كل واحدة منها أن تعيدنا إلي ما كنا عليه يوما في ذلك البيت الذي أنفقنا جل عمرنا في تثبيت أركانه وإظهاره بين الجميع في صورة محترمة تليق بمكانتنا  وتمهد لمستقبل آمن لأبنائنا الذين أخذوا مني اهتماما فوق العادة ، انشغل بالعمل خارج البيت ليجلب لنا مزيدا من المال في ظل الظروف الطاحنة التي تمر بها البلاد ولا ترحم من يحب القعود أو يتواني في بذل كل جهده في البحث عن المزيد متماشيا مع متطلبات الحياة التي تزداد يوما بعد يوم ، بينما انشغلت أنا مع أبنائنا في البيت لأربيهم كأحسن ما يكون ، أخذوني منه كثيرا ، وكان كل عام يكبر فيه الأبناء يبعدني عنه أكثر ، وكل عمل ينشغل به وكل مال كثير يتكسبه لنا يبعده أكثر وأكثر عني ويأخذه مني ، ابتعدنا ولم نشعر بذلك البعد في أوله فانشغالاتنا أحدنا عن الآخر أخذتننا ولم تدع لنا وقتا نفكر ، كنت أدفعه للعمل وكان سعيدا بنتاجنا معا ( أبناؤنا )  .
يعود للبيت متأخرا وربما لا يعود باليوم ، باليومين ، لا أسأل ، المهم انه في نهاية كل شهر يعطيني ما يكفيني لحياة كريمة وأكثر ،  حتى صار عندنا ما يكفينا لسنوات قادمة نحن وأبناؤنا وربما أحفادنا ، كنا نلهث خلف الحياة وتلهث خلفنا ، تعبت ، الأبناء احتياجاتهم لم تعد تعتمد علي الطعام والشراب والملبس الجيد وكلمة خطأ وعيب وحرام ، المشكلات صارت اكبر بكبرهم ، والاحتياجات للأب ازدادت ولم تعد توجيهات الأم وحدها تكفي ، نظرت حولي وتلفت لأجده كي يشاركني مهامي التي أخذتها علي عاتقي ، لم أجده ، أصبح اللهاث خلف الدنيا عادة لم يعد لديه القدرة علي فراقها ، قال لي لقد خالفت الاتفاق بيننا ، أنت لك عندي احتياجاتك التي طلبتيها يوما وليس أكثر ، لا خرق للاتفاق الذي تم برضانا نحن الاثنين ، لم يصبح زوجي ، إنما أصبح آلة صماء تجلب لنا ما نحتاجه ، تعبت ، صرخت إليه عد إلينا ، انتبهت لخطئي ، لكن بعد فوات الأوان ، لمته علي ما فعلته أنا ، أنا من قمت بوضع تلك القواعد ، أنا من قتلت الإنسانية بيننا ، أنا من حولت البيت إلي مجموعة آلات حين قسمت المهام ليس لتنظيم البيت وإنما لهدمه وأخرجت زوجي من إنسانيتي ، أنا من فعلتها حين .
كل ما أتمناه اليوم  

فتوى تحريم خلع الملابس أثناء المعاشرة الزوجية «ملفقة»


أكد الداعية السعودي الدكتور علي الربيعي عدم صحة ما نقل عن تغريدة، قيل: انه كتبها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أفتى فيها بحرمة قيام الزوجة بخلع ملابسها، وأن هذا الخطأ الشرعي يستوجب الطلاق، وقال:«هذه الفتوى ملفقة، ولم أقم بنشر أي شيء في هذا الاتجاه».
وعن نقل الفتوى عن تغريدة له، والتعليق عليها في وسائل الاعلام، قال الداعية السعودي: «الحساب على تويتر مزور وليس لي علاقة به».
وكانت «الراي»، قد علقت على الفتوى في عدد الأمس، باعتبارها شيئا غريبا ولافتاً للنظر، وقال أحد علماء الدين في الأزهر الشريف الشيخ شريف شحاتة، ان مثل هذه الفتاوى غريبة وتحرم ما أحله الله، مؤكدا أنه لا يوجد في الكتاب والسُنة ما يؤكدها أو يؤيدها، مطالبا بضرورة الرد على مثل هذه الفتاوى بسرعة، وهو ما قامت به «الراي»، ومن خلال رأي ديني قوي.
وكانت هذه الفتوى تفجرت قبل أيام، عندما كتبت تدوينة عبر «تويتر»، قال من دونها: انها لصاحبها الشيخ علي الربيعي، وجاء فيها نص: «أيها الموحدون اعلموا أن خلع الملابس أثناء ممارسة العلاقات الزوجية يبطل عقد الزوج... ولا تتشبهوا بالكفار»، وموقعة من علي الربيعي ومصحوبة بصورته.

وعقب نشرها، نقلتها قناة العربية بالصورة، نقلا عن صحف اماراتية، في قراءة للصحافة العربية، حيث نشرت يومية أخبار الخليج تقريرا بعنوان :«فتوى: خلع الملابس أثناء المعاشرة الزوجية يبطل الزواج!».
وهو ما نشرته في اليوم نفسه صحيفة الامارات اليومية ونقل عبر العديد من المواقع الالكترونية، ودون تعليق، بعكس ما نقلته «الراي» ان تركت التعليق لأصحاب الحق والخبرة.
ولم تنقل «الراي» الخبر، بل علقت عليه من زاوية أن القارئ من حقه أن يعرف الحقيقة، خصوصا أن الفتوى موجودة على تغريدة بصورة صاحبها، وهو الأمر الذي نفاه تماما الشيخ الربيعي بعد ذلك.

... وكما وردت في تويتر
... وكما وردت في تويتر

هل تدخل العلاقة الحميمية ضمن ترسانة اسلحة المرأة ضد الرجل ؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عيدكم مبارك وعساكم من عواده جميعا
كلنا يعرف العلاقة الحميمية واهميتها لاستمرارية الحياة 
وكونها من الغرائز الطبيعية الخطيرة
والمتعة التي لايستغني عنها اي انسان سوي
وللعلاقة الحميمية وجوه عديدة منها الشرعي ومنها الغير شرعي
نناقش هنا اليوم الوجه الشرعي لها وهو الزواج
ونحن نعلم ان الزواج علاقة مقدسة ليست علاقة حميمية فحسب
لكن بالمقابل ندرك تماما ان العلاقة الحميمية هي الركيزة الاهم لاستمرارية الزواج الناجح والسعيد
لا اود الاطالة بالموضوع واود التركيز حول نقطة مهمة جدا
وهي استخدام المرأة للعلاقة الحميمية كورقة ضغط وسلاح فتاك بوجه الرجل
من حيث حرمانه من العلاقة الحميمية معها 
ولايكون الحرمان بالقوة لاننا نعلم تغلب الرجل الجسدي على المراة
ولو ارادها بالقوة يأخذها
اقصد هنا الحرمان من انها تغيضه وتزعله ولاتمكنه من نفسها بارادتها
لا تتزين له ولا تتعطر ولاتبدي رغبتها بالعلاقة الحميمية وان طال الوقت
حتى وان مارس معها تكون بوضع لاتختلف فيه عن سريرهما بشئ
من حيث الجمود والبرود والسكوت .

مما سبق نستخلص عدة اسئلة هي :
1- هل يحق للزوجة ان تمتنع عن زوجها حتى وان كان بينهم زعل وخصومة ؟
2- ان بحث الرجل عن اماكن واحضان اخرى يشعر بها بالحنان والعطف ويفرغ فيها شهوته هل يعتبر خائن ؟
3- ان عاقب المرأة بعدة امور اخرى على حسب مزاجه كالمصروف او عدم زيارة اهلها هل يعتبر اكثر منها قسوة ؟
4- ان رغبت المرأة بالعلاقة الحميمية فيما بعد واراد ان يرد لها الصاع وتمنع عنها بل مع ابداء عدم رغبته بها هل يكون قد اهان كرامتها وانوثتها ؟
وهل من حقه ذلك ؟

ام تشاهد ابنها وهو يشاهد فلم اباحي فماااااذا فعلت؟؟


 http://img.konyonsa.com/uploads/2012-09-24/e7afbb55b00a993537e2839976866877.jpg

القصه واقعيه

رأت في المنام .. إبنها يشعل أعواد كبريت .. ويقربها من عينيه .. حتى اصبحتا حمراوين ...

إستيقظت من نومها .. وهي تتعوذ من الشيطان الرجيم .. لكن لم يهدأ بالها وذهبت لغرفه إبنها .. الذي يبلغ السابعه

عشر من عمره .. لتجده على شاشه الكومبيوتر ...

وكان ضوء الشاشه ينعكس على النافذه .. ورأته يرى ما أفزعها حقا .. وأثار كل مخاوفها ...

رأته وهو يشاهد فلم إباحي .. على شاشه الكومبيوتر ...

أرادت أن تصرخ في وجهه .. لكنها آثرت الإنسحاب .. خاصه أنها دخلت بشكل خافت .. لم يلاحظه هو ...

رجعت إلى فراشها .. فكرت أن تخبر أباه .. ليتسلم مسوؤليه تأديب إبنه .. فكرت أن تقوم من فراشها وتقفل شاشه

الكومبيوتر وتوبخه على فعلته وتعاقبه .. لكنها دعت الله أن يلهمها الصواب في الغد .. ونامت وهي تستعيذ بالله ...

وفي الصباح الباكر .. رأت إبنها يستعد للذهاب إلى المدرسة .. وكانا لوحدهما .. فوجدتها فرصه للحديث وسألته ...

عماد .. مارأيك في شخص جائع .. ماذا تراه يفعل حتى يشبع ؟؟؟

فأجابها بشكل بديهي .. يذهب إلى مطعم و يشتري شيئا ليأكله ...

فقالت له .. وإذا لم يكن معه مال لذلك ...

عندها صمت وكأنه فهم شيئا ما ...

فقالت له .. وإذا تناول فاتحا للشهيه .. ماذا تقول عنه ؟؟؟

فأجابها بسرعه .. أكيد إنه مجنون .. فكيف يفتح شهيته لطعام .. هو ليس بحوزته ...

فقالت له .. أتراه مجنون يا بني ؟؟؟

أجابها .. بالتأكيد يا أمي .. فهو كالمجروح .. الذي يرش على جرحه ملحا ...

فابتسمت وأجابته .. أنت تفعل مثل هذا المجنون يا ولدي ...


فقال لها متعجبا .. أنا يا امي !!!

فقالت له .. نعم .. برؤيتك لما يفتح شهيتك للنساء ...

عندها صمت وأطرق برأسه خجلا ...

فقالت له .. بني بل أنت مجنونا أكثر منه .. فهو فتح شهيته لشئ ليس معه .. وإن كان تصرفه غير حكيم .. ولكنه ليس

محرم ...

أما أنت ففتحت شهيتك لما هو محرم .. ونسيت قوله تعالى :
(قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم .. ويحفظوا فروجهم ..

ذلك ازكى لهم) ...

عندها دمعت عينا إبنها بحزن .. وقال لها حقا يا أمي .. أنا اخطأت .. وإن عاودت لمثل ذلك .. فأنا مجنون أكثر منه ..

بل وآثم أيضا .. أعدك بأني لن أكررها

تحياتي

liniwih

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...