لو بلغت ذنوبك عنان السماء


الحمد لله الذي بعث عباده المرسلين بتوحيده، وأقام بهم الحجة على عبيده، فاتفقوا أولهم وآخرهم على توحيده وتفريده، ونبذ الشرك وتنديده، وأنه الإله الحق المستحق للعبادة دونمن سواه، وعبادة غيره- كائنا من كان- باطلة؛ فإنه ما عُبد غير الله إلا بالبغي، والظلم، والعدوان.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تأكيداً بعد تأكيد؛ لبيان مقام التوحيد، وأشهد أنمحمداً عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين،

أما بعد:-
  


عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: قال الله تبارك وتعالى: (يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة) 
تخريج الحديث 
الحديث رواه الترمذي من بين أصحاب الكتب الستة، وصححه ابن القيم، وحسنه الشيخ الألباني.
غريب الحديث 
عنان السماء: وهو السحاب وقيل ما انتهى إليه البصر منها.
قراب الأرض: ملؤها أو ما يقارب ملأها.
إنك ما دعوتني ورجوتني: أي ما دمت تدعوني وترجوني.
ولا أبالي: أي إنه لا تعظم علي مغفرة ذنوبك وإن كانت كبيرة وكثيرة.
منزلة الحديث 
هذا الحديث من أرجى الأحاديث في السنة، ففيه بيان سعة عفو الله تعالى ومغفرته لذنوب عباده، وهو يدل على عظم شأن التوحيد، والأجر الذي أعده الله للموحدين، كما أن فيه الحث والترغيب على الاستغفار والتوبة والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى.
أسباب المغفرة 
وقد تضمن هذا الحديث أهم ثلاثة أسباب تحصل بها مغفرة الله وعفوه عن عبده مهما كثرت ذنوبه وعظمت، وهذه الأسباب هي:
1- الدعاء مع الرجاء 
فقد أمر الله عباده بالدعاء ووعدهم عليه بالإجابة فقال سبحانه: { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } (غافر60)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: (الدعاء هو العباده وقرأ هذه الآية) رواه أحمد ، ولكن هذا الدعاء سبب مقتض للإجابة عند استكمال شرائطه وانتفاء موانعه، فقد تتخلف الإجابة لانتفاء بعض الشروط والآداب أو لوجود بعض الموانع.
ومن أعظم شروط الدعاء حضور القلب، ورجاء الإجابة من الله تعالى، قال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه الترمذي (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه) ، ولهذا أُمِر العبد أن يعزم في المسألة وألا يقول في دعائه اللهم اغفر لي إن شئت، ونُهِي أن يستعجل ويترك الدعاء لاستبطاء الإجابة، وجُعِل ذلك من موانع الإجابة حتى لا يقطع العبد حبل الرجاء ولو طالت المدة، فإنه سبحانه يحب الملحين في الدعاء، وما دام العبد يلح في الدعاء ويطمع في الإجابة مع عدم قطع الرجاء، فإن الله يستجيب له ويبلغه مطلوبه ولو بعد حين، ومن أدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له.
2- الاستغفار مهما عظمت الذنوب 
السبب الثاني من أسباب المغفرة المذكورة في الحديث، هو الاستغفار مهما عظمت ذنوب الإنسان، حتى لو بلغت من كثرتها عنان السماء وهو السحاب أو ما انتهى إليه البصر منها.
وقد ورد ذكر الاستغفار في القرآن كثيراً فتارة يأمر الله به كقوله سبحانه: {وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } (المزمل20)، وتارة يمدح أهله كقوله تعالى: { وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأسْحَارِ }(آل عمران 17)، وتارة يذكر جزاء فاعله كقوله تعالى: { وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً} (النساء110).
والاستغفار الذي يوجب المغفرة هو الاستغفار مع عدم الإصرار على المعصية والذنب، وهو الذي مدح الله تعالى أهله ووعدهم بالمغفرة في قوله: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (آل عمران135)، وفي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (أذنب عبد ذنبا فقال اللهم اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب اعمل ما شئت فقد غفرت لك) والمعنى أي ما دمت على هذ الحال كلما أذنبت استغفرت من ذنبك، قال بعض الصالحين: "من لم يكن ثمرة استغفاره تصحيح توبته فهو كاذب في استغفاره"، وكان بعضهم يقول: "استغفارنا هذا يحتاج إلى استغفار كثير".
وأفضل أنواع الاستغفار أن يبدأ العبد بالثناء على ربه، ثم يثني بالاعتراف بذنبه، ثم يسأل الله المغفرة، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيح: (سيد الاستغفار أن تقول اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، قال ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة) 
ومن صيغ الاستغفار العظيمة ما ورد في الحديث الصحيح عند الترمذي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفر له وإن كان فر من الزحف) .
3- التوحيد الخالص 
السبب الثالث من أسباب المغفرة تحقيق التوحيد، وهو من أهم الأسباب وأعظمها، فمن فقدَه فقَدَ المغفرة، ومن جاء به فقَدْ أتى بأعظم أسباب المغفرة، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً}(النساء48)، والتوحيد في الحقيقة ليس مجرد كلمة تنطق باللسان من غير فقه لمعناها، أو عمل بمقتضاها، إذاً لكان المنافقون أسعد الناس بها، فقد كانوا يرددونها بألسنتهم صباح مساء ويشهدون الجمع والجماعات، ولكنه في الحقيقة استسلام وانقياد، وطاعة لله ولرسوله، وتعلق القلب بالله سبحانه محبة وتعظيما، وإجلالا ومهابة، وخشية ورجاء وتوكلا، كل ذلك من مقتضيات التوحيد ولوازمه، وهو الذي ينفع صاحبه يوم الدين.

 
 


المصدر طريق الاسلام

أعطوا الطريق حقه


 

الحمد لله والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد صل الله عليه وسلم
أما بعد ...

أعطوا الطريق حقه
تهدف شريعتنا الغراء إلى الرقي بالمجتمع المسلم إلى معالي الأمور وسمو الأخلاق، وتنأى بأفراده عن كل خلق سيئ أو عملٍ مشين، وتريد أن يكون المجتمع متآلفاً متحابًّا، تربط بين عناصره الأخوة والمودة، وبين يدينا توجيه نبوي يعالج ظاهرة اجتماعية مهمة، لو بقيت على وضعها لأفسدت المجتمع.

فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إياكم والجلوس بالطرقات)، فقالوا: يا رسول الله، ما لنا من مجالسنا بدٌّ نتحدث فيها، فقال: (إذ أبيتم إلا المجلس، فأعطوا الطريق حقه)، قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: (غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) متفق عليه، وفي رواية أبي هريرة عند أبي داود، فذكر الحديث وفيه: (وإرشاد السبيل).

شرح الحديث

في حوار رائع له دلالاته بين نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم وبين أصحابه حول حقوق الطريق وآدابه، ينهى صلى الله عليه وسلم ويحذّر بقوله: (إياكم والجلوس بالطرقات)؛ لأن الجلوس بها يعرّض للفتنة وإيذاء الآخرين والاطلاع على الأحوال الخاصة للناس، وضياع الأوقات بما لا فائدة منه، فيستوضح الصحابة رضوان الله عليهم: "ما لنا من مجالسنا بدٌّ نتحدث فيها"، فيرشد ويوجه إلى الوضع السليم: (إذ أبيتم إلا المجلس، فأعطوا الطريق حقه)، فيتساءلون: "وما حق الطريق؟"، فيأتي الجواب: (غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإرشاد السبيل)، فما أحوجنا إلى الامتثال لتوجيهات النبي صلى الله عليه وسلم وتنفيذ ما أمر به.

الحق الأول: غض البصر

المراد بغضّ البصر كفه ومنعه من الاسترسال في التأمل والنظر، والأمر بغض البصر يشترك فيه الرجال والنساء على حد سواء، يقول الله تعالى: {قُل لِلمُؤمِنِينَ يَغُضُّواْ مِن أَبصَارِهِم} (النور:30)، وقال تعالى: {وَقُل لِلمُؤمِنَاتِ يَغضُضنَ مِن أَبصَارِهِنَّ} (النور:31)، وذلك لأن إطلاق البصر يجلب عذاب القلب وألمه، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "تعمد النظر يورث القلب علاقة يتعذب بها الإنسان، وإن قويت حتى صارت غراماً وعشقاً زاد العذاب الأليم، سواء قدر أنه قادر على المحبوب أو عاجز عنه، فإن كان عاجزاً فهو في عذاب أليم من الحزن والهم والغم، وإن كان قادراً فهو في عذاب أليم من خوف فراقه ومن السعي في تأليفه وأسباب رضاه"، وأصل ذلك ومبدؤه من النظر، فلو أنه غض بصره لارتاحات نفسه وارتاح قلبه" .

والشرع المطهر لم يغفل ما قد يقع من الناس بدون قصد منهم، بل أمر من نظر إلى امرأة أجنبية بدون قصد منه أن يصرف بصره عنها ولا يتمادى، قال جرير بن عبد الله رضي الله عنه: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة؟ "فأمرني أن أصرف بصري" رواهمسلم، ومعنى نظر الفجأة كما ذكر الإمام النووي: "أن يقع بصره على الأجنبية من غير قصد فلا إثم عليه في أول ذلك، ويجب عليه أن يصرف بصره في الحال، فإن صرف في الحال فلا إثم عليه، وإن استدام النظر أثم".

الحق الثاني: كف الأذى

من حقوق الطريق كف الأذى وعدم إيذاء الناس في أبدانهم أو أعراضهم، سواء باللسان أو اليد أو الاعتداء بالنظر في بيوت الآخرين دون إذنهم، ويشمل النهي السباب والشتائم وأذية الناس في أعراضهم والاستهزاء والسخرية، وكذا اليد فإن أذيتها لا تنحصر في الضرب والقتل، بل تتعداها إلى الوشاية بالناس، والسعي للإضرار بهم.

ويدخل في ذلك أيضا: كل ما يؤذي سالك الطريق ويضايقه، من إلقاء حجر قد يجرحه أو قاذورات تلوثه، أو تلوث ظل شجرة يستفيد الناس من ظلها أو يأكلون من ثمرها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اتّقوا اللَّعَّانَيْنِ: الذي يَتَخَلّى في طريق النّاسِ، أو في ظِلِّهم) رواه مسلم.

الحق الثالث: رد السلام

من حقوق الطريق رد السلام، والسنة أن يسلم الماشي على القاعد، والراكب على الماشي، والقليل على الكثير، والصغير على الكبير، ورد من يلقى عليهم السلام التحية فرض كفاية عليهم، فإذا كانوا أكثر من واحد، سواء كانوا في الطريق أو في غيرها، ورد بعضهم السلام على من سلم عليهم، سقط الواجب عن البعض الآخر، وإن كان واحدا تعين عليه رد السلام، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي، وَالْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ) متفق عليه، وفي رواية للبخاري: (يسلَّم الصغير على الكبير).

ورد السلام حق من حقوق المسلم على أخيه، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: (حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وتشميت العاطس، وإجابة الدعوة، وعيادة المريض، واتباع الجنائز) متفق عليه، وقد قصّر في هذا الباب خلق كثيرون، واقتصر سلامهم على المعرفة، فمن عرفوه سلموا عليه أو ردوا عليه سلامه، ومن لم يعرفوه لم يعيروه اهتماماً، وهذا خلاف ما جاء به التوجيه النبوي.

الحق الرابع: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

هذا باب عظيم الشأن والقدر، به كانت أمتنا خير الأمم، قال تعالى: {كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤمِنُونَ بِاللهِ} (آل عمران: 110)، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "من سره أن يكون من تلك الأمة فليؤد شرط الله فيها" رواه ابن جرير، وقال الإمام ابن كثير: "ومن لم يتصف بذلك أشبه أهل الكتاب الذين ذمهم الله بقوله تعالى: {كَانُواْ لا يَتَنَاهَونَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ} (المائدة: 79)".

وبترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يحل العقاب، فقد قام أبو بكر الصديق رضي الله عنه خطيبا في الناس فحمد الله عز وجل وأثنى عليه وقال: "أيها الناس: إنكم تقرءون هذه الآية {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيكُم أَنفُسَكُم لا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إذَا اهتَدَيتُم...} (المائدة: 105)، وإنكم تضعونها على غير موضعها، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الناس إذا رأوا المنكر لا يغيروه أوشك الله أن يعمهم بعقاب)" رواه الإمام أحمد.

والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس مقصوراً على جهة معينة كرجال الحسبة، بل هو واجب على كل أحد، كلٌ بحسب استطاعته، ولكن ينبغي مراعاة التدرج في الإنكار، فلا يتحول المرء إلى مرتبة حتى يعجز عن التي قبلها، فلا ينكر بقلبه من يستطع الإنكار بلسانه، وهكذا.

ومن كانت له ولاية فإنكاره يكون بأعلى مراتب الإنكار، فرب الأسرة هو السيد المطاع في البيت، وتغييره يكون بيده فهو قادر على إزالة المنكر بيده، ولا يعذر بترك ذلك.

ويجب أن يستحضر المُنكِرُ قاعدة المفاسد والمصالح، وأن لا يبادر إلى الإنكار إلا إذا علم أن مصلحته راجحة على مفسدته، ومتى علم رجحان المفسدة وجب عليه الكف حتى لا يفتح باب شر وإفساد، وإذا عجز عن المرتبة الأولى والثانية فلا يغفل عن قلبه ويمر عليه المنكر دون إنكار بالقلب وظهور آثار ذلك على صفحات وجهه.

الحق الخامس: إرشاد السبيل

المقصود هداية السائل عن الطريق، ويكون ذلك بإرشاد السائل وهدايته سواءً كان ضالاً أو أعمى، وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك صدقة، كما في الحديث: (ودلُّ الطريق صدقة) رواه البخاري.

اماطة الاذى عن الطرقات

إِمَاطَةُ الأَذَى عَن الطَّرِيقِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه و سلم  الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ.
أخرجه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم.

وعَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه و سلم  تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ وَأَمْرُكَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيُكَ عَنْ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ وَإِرْشَادُكَ الرَّجُلَ فِي أَرْضِ الضَّلَالِ لَكَ صَدَقَةٌ وَبَصَرُكَ لِلرَّجُلِ الرَّدِيءِ الْبَصَرِ لَكَ صَدَقَةٌ وَإِمَاطَتُكَ الْحَجَرَ وَالشَّوْكَةَ وَالْعَظْمَ عَنْ الطَّرِيقِ لَكَ صَدَقَةٌ وَإِفْرَاغُكَ مِنْ دَلْوِكَ فِي دَلْوِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ.
أخرجه الترمذي وقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ وصححه الألباني.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه و سلم  قَالَ بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَذَهُ فَشَكَرَ الله لَهُ فَغَفَرَ لَهُ.
أخرجه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري.

وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ شَجَرَةً كَانَتْ عَلَى طَرِيقِ النَّاسِ كَانَتْ تُؤْذِيهِمْ فَأَتَاهَا رَجُلٌ فَعَزَلَهَا عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و سلم  فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَتَقَلَّبُ فِي ظِلِّهَا فِي الْجَنَّةِ.
أخرجه أحمد وقال الألباني حسن صحيح.

وعَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه و سلم  قَالَ عُرِضَتْ عَلَيَّ أَعْمَالُ أُمَّتِي حَسَنُهَا وَسَيِّئُهَا فَوَجَدْتُ فِي مَحَاسِنِ أَعْمَالِهَا الْأَذَى يُمَاطُ عَنْ الطَّرِيقِ وَوَجَدْتُ فِي مَسَاوِي أَعْمَالِهَا النُّخَاعَةَ تَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ لَا تُدْفَنُ.
أخرجه مسلم.

وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه و سلم  قَالَ إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ بِالطُّرُقَاتِ قَالُوا يَا رَسُولَ الله مَا لَنَا بُدٌّ مِنْ مَجَالِسِنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه و سلم  إِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجْلِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ قَالُوا وَمَا حَقُّهُ قَالَ غَضُّ الْبَصَرِ وَكَفُّ الْأَذَى وَرَدُّ السَّلَامِ وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ.
أخرجه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم

الدعاء والاستغفار في جوف الليل

الدعاء والاستغفار في الثلث
 الآخر من الليل
ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:
       (( ينـزلُ ربُّنا تبارَكَ وتعالى كلّ ليلةٍ إلى سماءِ الدنيا, حينَ يَبقى ثُلثُ الليلِ الآخرُ فيقولُ: مَن يدعوني؟ فأستجيبَ لهُ, من يسألُني؟ فأعطِيَه, من يستغفرُني؟ فأغفر له ))
 [مختصر البخاري 750]
51ـ عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول:
       (( أقربُ ما يكُونُ الرَّبُّ مِنَ العبدِ, في جوفِ اللَّيلِ الآخِرِ, فإنِ استطعتَ أن تكونَ ممّن يذكُرُ اللهَ في تِلكَ الساعةِ, فكُن ))

الطلاق السني والطلاق البدعي


  
إنَّ الحمد لله نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ ونعــوذُ باللهِ من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
من يهدهِ اللهُ فلا مضلَّ له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
 وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله ...
 أما بـــــــــعد: 
الطلاق السني والطلاق البدعي
 
  
 
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كان الطلاق على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وسنتين من خلافة عمر، طلاق الثلاث واحدة، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إن الناس قد استعجلوا في أمر قد كانت لهم فيه أناة، فلو أمضيناه عليهم! فأمضاه عليهم».
هذا الحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الطلاق باب طلاق الثلاث برقم (1472/15، 16، 17)، ورواه الإمام أحمد في المسند برقم  (2875)، وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه بالأرقام (11336، 11337، 11338)، وأخرجه النسائي برقم (3435) في كتاب الطلاق باب «طلاق الثلاث المتفرقة قبل الدخول بالزوجة»، وأبو داود برقم (2200) في كتاب الطلاق باب «نسخ المراجعة بعد التطليقات الثلاث»، وكذا أخرجه الطبراني والدارقطني والبيهقي.
 شرح ألفاظ الحديث
قوله: «كانت لهم فيه أناة» أي مهلة، وبقية استمتاع لانتظار المراجعة.
وقوله: «تتابع الناس في الطلاق» جاء في بعض روايات الحديث: «فلما كان في عهد عمر تتابع الناس في الطلاق» تتابع بتاءين بعدهما ألف وبعد الألف باء، أي أكثروا من إيقاع الطلاق الثلاث، وقال الإمام النووي في شرح مسلم: «هو بالياء رواية الجمهور، وضبطه بعضهم بالباء الموحدة وهما بمعنى (أي بمعنى واحد)، قال: لكن بالمثناة يستعمل في الشر وبالموحدة يستعمل في الخير والشر، فالمثناة هنا أجود.
اختلاف الفقهاء في العمل بهذا الحديث
القول الأول: قول جمهور فقهاء الأمة وهو وقوع الطلاق الثلاث في «فم واحد» أي بلفظ: (أنت طالق ثلاثًا)، أو في مجلس واحد، أي بلفظ: (أنت طالق، أنت طالق، أنت طالق)، وحجتهم في ذلك ما استدلوا به وأورده ابن عبد البر في كتاب الاستذكار على النحو التالي:
1- عن مالك أنه بلغه أن رجلاً قال لعبد اللَّه بن عباس - رضي الله عنهما -: إني طلقت امرأتي مائة تطليقة، فماذا ترى عليَّ؟ فقال له ابن عباس: طلقتْ منك لثلاث، وسبع وتسعون اتخذت بها آيات اللَّه هُزُوًا. (قال محقق الاستذكار: وأخرجه عبد الرزاق في المصنف، والبيهقي في السنن، وانظر المحلَّى).
2- عن مالك أنه بلغه أن رجلاً جاء إلى عبد اللَّه بن مسعود - رضي الله عنه - فقال: إني طلقت امرأتي ثماني تطليقات، فقال ابن مسعود: فماذا قيل لك؟ قال: قيل لي إنها قد بانت مني، فقال ابن مسعود: صدقوا؛ من طلق كما أمره اللَّه فقد بين اللَّه له، ومن لَبَسَ على نفسِهِ لَبْسًا جعلنا لَبْسَهُ مُلْصقًا به، لا تَلْبسُوا على أنفسكم ونتحمله عنكم، هو كما يقولون. (انظر تخريج الأثر السابق فإن هذا مثله).
3- أورد ابن عبد البر ما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه بسنده عن ابن عباس؛ أتاه رجل فقال: إن عمي طلق امرأته ثلاثًا، فقال: إن عمك عصى اللَّه، فأندمه اللَّه ولم يجعل له مخرجًا.
4- وأورد عنه أيضًا بسنده عن أنس قال: كان عمر إذا أُتِيَ برجل يطلق امرأته ثلاثًا في مجلس واحد أوجعه ضربًا، وفرق بينهما.
5- وأورد عنه أيضًا بسنده إلى عمران بن حصين أنه سئل عن رجل طلق امرأته ثلاثًا في مجلس، قال: عصى ربه وحرمت عليه.
6- وكذا أورد عن ابن عمر قال: من طلق امرأته ثلاثًا فقد عصى ربه، وبانت منه امرأته، ثم قال أبو عمر بن عبد البر: لا أعلم لهؤلاء الصحابة مخالفًا إلا ما خلا ذكره عن ابن عباس وهو شيء لم يروه عنه إلا طاووس، وسائر أصحابه رووه عنه خلافه.
7- ثم أورد ما رواه عبد الرزاق في مصنفه وابن أبي شيبة بسنديهما عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: أنه سئل عن رجل طلق امرأته عدد نجوم السماء، قال: يكفيه من ذلك رأس الجوزاء (أي ثلاث). ثم قال أبو عمر: فهذا سعيد بن جبير ومجاهد وعطاء وعمرو بن دينار وغيرهم يروون عن ابن عباس في طلاق الثلاث المجتمعات، أنهن لازمات واقعات، قال: وذلك دليل واضح على وَهْي رواية طاووس عنه، وضعفها حين روى عنه في طلاق الثلاث المجتمعات أنها كانت تعد واحدة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وصدرٍ من خلافة عمر، ثم قال: ما كان لابن عباس ليخالف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والخليفتين إلى رأي نفسه، ورواية طاووس وهم وغلط، لم يعرج عليها أحد من فقهاء الأمصار بالحجاز والعراق والمغرب والمشرق والشام.
وممن قال بذلك؛ أي أن الطلاق الثلاث بكلمة واحدة تلزم موقعها، ولا تحل له امرأته حتى تنكح زوجًا غيره الأئمة الأربعة، وأصحابهم والثوري وابن أبي ليلى والأوزاعي والليث بن سعد وعثمان البَتّي وإسحاق بن راهويه وغيرهم.
قال ابن عبد البر: وما أعلم أحدًا من أهل السنة قال بغير ذلك إلا الحجاج بن أرطأة، ومحمد بن إسحاق، وكلاهما ليس بفقيه ولا حجة فيما قاله.
القول الثاني: (عدم وقوع الطلاق الثلاث) حكاه ابن حزم، قال ابن القيم في زاد المعاد: حكي للإمام أحمد فأنكره، وقال: هو قول الرافضة، قال ابن عبد البر: ولم يقل به من أهل السنة إلا الحجاج بن أرطأة. وهو أنها لا تقع شيئًا، بل ترد لأنها بدعة محرمة، والبدعة مردودة لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد». ثم قال ابن القيم: وقد اعترف أبو محمد بن حزم بأنها لو كانت بدعة محرمة لوجب أن ترد وتبطل.
القول الثالث: أنه يقع به طلقة واحدة رجعية، قال ابن القيم: وهذا ثابت عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، ذكره أبو داود عنه، قال الإمام أحمد: وهذا مذهب ابن إسحاق: يقول: خالف السنة فيرد إلى السنة، وهو قول طاووس وعكرمة، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، وقد أيد ابن القيم هذا القول وانتصر له، وذهب إليه الشوكاني.
واحتج القائلون بهذا القول بالنص والقياس، فأما النص فأحاديث منها:
1- حديث ابن عباس الذي معنا والذي رواه عنه طاووس أن أبا الصهباء قال لابن عباس: ألم تعلم أن الثلاث كانت تجعل واحدة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر، وصدرًا من إمارة عمر؟ قال: نعم، وقد سبق تخريجه في صدر المقال.
2- ما رواه عكرمة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: طلق عبدُ يزيدَ - أبو ركانة وإخوته- أمّ ركانة، ونكح امرأة من مزينة، فجاءت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: ما يغني عني إلا كما تغني هذه الشعرة - لشعرة أخذتها من رأسها، ففرق بيني وبينه، فأخذت النبي - صلى الله عليه وسلم - حَمِيَّة، فدعا بركانة وإخوته، ثم قال لجلسائه: «ألا ترون أن فلانًا يشبه منه كذا وكذا من عبد يزيد، وفلانًا منه كذا وكذا؟ قالوا: نعم، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعبد يزيد: «طلقها» ففعل، ثم قال: «راجع امرأتك أمَّ ركانة وإخوته»، فقال: إني طلقتها ثلاثًا يا رسول اللَّه، قال: «قد علمت، راجعها» وتلا: يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن. [هذا لفظ أبي داود]
3- وعند أحمد في المسند: «طلق ركانة بن عبد يزيد أخو بني المطلب امرأته في مجلس واحد، فحزن عليها حزنًا شديدًا، قال: فسأله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كيف طلقتها؟ » فقال: طلقتها ثلاثًا، فقال: «في مجلس واحد؟ » قال: نعم، قال: «فإنما تلك واحدة فارجعها إن شئت». قال: فراجعها، فكان ابن عباس يرى أنما الطلاق عند كل طهر.
4- ما أخرجه النسائي من حديث محمود بن لبيد - رضي الله عنه - قال: أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن رجل طلق امرأته ثلاث تطليقات جميعًا، فقام غضبان ثم قال: «أيلعب بكتاب اللَّه وأنا بين أظهركم!! » حتى قام رجل وقال: يا رسول اللَّه، ألا أقتله؟ قال الشيخ أحمد شاكر: نقل الشوكاني عن ابن كثير أنه قال: «إسناده جيد». وقال ابن حجر في «بلوغ المرام»: «رواته موثقون»، وقال في فتح الباري: «ورجاله ثقات، لكن محمود بن لبيد ولد في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يثبت له منه سماع». وأما القياس: فإنهم قالوا: قد تقدم أن جمع الثلاث محرم وبدعة، والبدعة مردودة؛ لأنها ليست على أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالوا: وسائر ما تقدم في بيان التحريم يدل على عدم وقوعها جملة، قالوا: ولو لم يكن معنا إلا قوله - تعالى -: فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله [التوبة: 6]، وقوله - تعالى -: ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله [النور: 8]، قالوا: وكذلك كل ما يعتبر له التكرار من حلف أو إقرار أو شهادة أو تسبيح أو تحميد أو تكبير، كما في قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «تحلفون خمسين يمينًا، وتستحقون دم صاحبكم».
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى -في إعلام الموقعين (ج3 ص33): وما كان مرة بعد مرة لم يملك المكلف إيقاع مراته كلها جملة واحدة كاللعان، فإنه لو قال: «أشهد بالله أربع شهادات إني لمن الصادقين»، كان مرة واحدة، ولو حلف في القسامة وقال: «أقسم بالله خمسين يمينًا أن هذا قاتله»، كان ذلك يمينًا واحدة، ولو قال المقر بالزنا: «أنا أقر أربع مرات أني زنيت»، كان مرة واحدة؛ فمن يعتبر الأربع لا يجعل ذلك إلا إقرارًا واحدًا، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من قال في يومه: سبحان اللَّه وبحمده مائة مرة حُطت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر». فلو قال: «سبحان اللَّه وبحمده مائة مرة» لم يحصل له هذا الثواب حتى يقولها مرة بعد مرة، وكذلك قوله: «من سبح اللَّه دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وحمده ثلاثًا وثلاثين، وكبره ثلاثًا وثلاثين». الحديث، لا يكون عاملاً به حتى يقول ذلك مرة بعد مرة، ولا يجمع الكل بلفظ واحد، وكذلك قوله - تعالى -: يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات، وهكذا قوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث: «الاستئذان ثلاث مرات، فإن أذن لك وإلا فارجع»، لو قال الرجل ثلاث مرات هكذا كانت مرة واحدة، حتى يستأذن مرة بعد مرة. وهذا كما أنه في الأقوال والألفاظ، فكذلك هو في الأفعال سواء؛ كقوله - تعالى -: سنعذبهم مرتين، إنما هو مرة بعد مرة، إلى أن قال: وهذه النصوص المذكورة وقوله - تعالى -: الطلاق مرتان كلها من باب واحد ومن مشكاة واحدة، والأحاديث المذكورة تفسر المراد من قوله: الطلاق مرتان فهذا كتاب اللَّه وهذه سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهذه لغة العرب، وهذا عرف التخاطب، وهذا خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والصحابة كلهم معه في عصره وثلاث سنين من عصر عمر على هذا المذهب؛ فلو عدهم العاد بأسمائهم واحدًا واحدًا لوجد أنهم كانوا يرون الثلاث واحدة، إما بفتوى وإما بإقرار عليها، ولو فرض فيهم من لم يكن يرى ذلك فإنه لم يكن منكرًا للفتوى به، بل كانوا ما بين مفتٍ ومقر بفتيا وساكت غير منكر.
القول الرابع: يقع الثلاث على المدخول بها، وتقع واحدة على غير المدخول بها، وذاهب إلى هذا الحسن البصري وإسحاق بن راهويه، وقد استدل أصحاب هذا القول برواية طاووس عن أبي الصهباء أنه قال لابن عباس - رضي الله عنهما -: أما علمت أن الرجل كان إذا طلق امرأته ثلاثًا قبل أن يدخل بها جعلوها واحدة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وصدرًا من إمارة عمر؟ قال ابن عباس: بلى، كان الرجل إذا طلق امرأته ثلاثًا قبل أن يدخل بها جعلوها واحدة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وصدرًا من إمارة عمر، فلما أن رأى عمر الناس قد تتابعوا فيها قال: أجيزوهن عليهم. رواه أبو داود. والجمهور لم يفرق بين المدخول بها وغير المدخول، وهذا الحديث فيه التنصيص على غير المدخول بها، وهو مخالف لعامة الروايات للحديث نفسه، بالإضافة إلى أنه يرويه أيوب عن قوم مجهولين عن طاووس، فلا حجة فيه.
هذا، ولقد كتب العلامة الشيخ أحمد شاكر بحثًا في نظام الطلاق في الإسلام، وأفاض في الكلام حول وقوع الطلاق الثلاث، وقرر أن الخلاف بين التابعين فمن بعدهم في ذلك ونحوه إنما هو في تكرار الطلاق: قال - رحمه الله تعالى -: أعني أن يطلق الرجل امرأته مرة ثم يطلقها أخرى ثم ثالثة، وأعني أيضًا: أن موضوع الخلاف هو: هل المعتدة يلحقها الطلاق؟ أي إذا طلقها المرة الأولى فصارت معتدة، ثم طلقها الثانية في العدة؛ فهل تكون طلقة واقعة ويكون قد طلقها طلقتين؟ فإذا ألحق بهما الثالثة وهي لا تزال في عدتها الأولى؛ هل تكون طلقة واقعة أيضًا ويكون قد أوقع جميع الطلقات التي له عليها وأبانها وبت طلاقها؟ أو أن المعتدة لا يلحقها طلاق؟ فإذا طلقها الطلقة الأولى كانت مطلقة منه، وهي في عدتها، لا يملك عليها إلا ما أذن به اللَّه: إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان إن ندم على الفراق راجعها فأمسكها، وإن أصر على الطلاق فليدعها حتى تنقضي عدتها ثم يسرحها بإحسان من غير مُضارة، ثم هو بالنسبة إليها بعد ذلك إن رغب في عودتها حكمه حكم غيره من الرجال: خاطِبٌ من الخُطَّاب، ثم قال - رحمه الله -: هذا هو موضع الخلاف على التحقيق، وأما كلمة: «أنت طالق ثلاثًا» ونحوها فإنما هي محال، وإنما هي تلاعب بالألفاظ، بل هي تلاعب بالعقول والأفهام!! ولا يعقل أن تكون موضع خلاف بين الأئمة من التابعين فمن بعدهم.
ولقد أطال الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - في تقرير ما ذهب إليه، فساق الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وقال بعد سردها والحديث عنها: وليس المقصود من الطلاق اللهو واللعب حتى يزعم الرجل لنفسه أنه يملك الطلاق كما يشاء، وكيف شاء ومتى شاء، وأنه إن شاء أبان المرأة بتة، وإن شاء جعلها معتدة يملك عليها الرجعة، كلا، ثم كلا، بل تشريع منظم دقيق من لدن حكيم عليم، شرعه لعباده رحمة بهم، وعلاجًا شافيًا لما يكون في الأسرة بين الزوجين من شقاق وضرار، ورسم قواعده وحد حدوده بميزان العدالة الصحيحة التامة، ونهى عن تجاوزها، وتوعد على ذلك، ولهذا تجد في آيات الطلاق تكرار ذكر حدود اللَّه، والنهي عن تعديها وعن المضارة: تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون، وتلك حدود الله يبينها لقوم يعلمون، ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ولا تتخذوا آيات الله هزوا، واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه.
وبعد هذا العرض لأقوال العلماء في وقوع الطلاق الثلاث؛ يقول الرجل لامرأته: «أنت طالق ثلاثًا»، أو بقوله: «أنت طالق، أنت طالق، أنت طالق»، نرى أن القول الراجح في هذه المسألة هو قول الجمهور، وهذا لا يمنع الحاكم أو القاضي أن يأخذ بالقول المرجوح وهو القول الثالث الذي ذهب إليه شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم وقال به بعض العلماء مثل الشوكاني، ونرى أن المحصلة النهائية لكلام العلامة أحمد شاكر توافق ما قال به هؤلاء، ولا ينبغي أن يشنع على من يأخذ بهذا ولا أن يعد مبتدعًا كما يحلو لبعض من كتب في الطلاق إذ أن القول الفقهي وإن كان مرجوحًا فله وجه من الصحة، ولا مانع من الأخذ به في بعض الأحوال والأماكن والأزمان، ولقد وضع ابن القيم هذه المسألة تحت عنوان: تغير الفتوى بتغير الزمان والمكان، من كتابه إعلام الموقعين، كما أن زماننا هذا قد تهاون الناس فيه بالطلاق - وذلك لجهل كثير من المسلمين بأحكام دينهم - فيوقعون أنفسهم في الحرج، وربما شتت أُسرٌ، وتقطعت روابط بسبب التعجل في الطلاق، فإن كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قد رأى تأديب الناس بإيقاع الطلاق الثلاث عليهم وإلزامهم بما ألزموا به أنفسهم، فإنما كان يؤدب أناسًا رأى فيهم أن في إلزامهم ما ألزموا به أنفسهم زجرًا لهم ومانعًا من التعجل في أمر جعل اللَّه لهم فيه فسحة، فلكل زمان أهله وحكامه الذين يوقعون بأهل زمانهم ما يناسبهم.
فنسأل اللَّه - تعالى -أن يلهم عامة المسلمين رشدهم وأن يوفق علماءهم وأمراءهم لما فيه صالح العباد والبلاد، وأن يرزقنا والمسلمين العلم النافع والعمل الصالح، إنه ولي ذلك والقادر عليه.وصلى اللَّه وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه أجمعين.

7 اشياء تعشقها المرأه في الرجل !!!


المعاملة بالشوكة والسكين

أي أن تكون حريصا للغاية في أسلوبك معها، وتراعي ألفاظك وأوصافك لها، وتشعرها بأنك ابن ناس وخايف على مشاعرها، أي باختصار تبقى زي إللي بيقولوا عليهم "شباب ملزق".

يعترض طريقها بالقوة


المرأة تكره العنف بشكل عام، ولكنه لو عنف عاطفي تعشقه وتموت فيه حتى لو أبدت غير ذلك، فالمرأة تعشق الرجل الذي يحتجزها بالقوة ويقول لها كلام جميل.

أبيض من جوة


حيث تعشق المرأة الرجل القوي من الخارج والضغيف معها في داخله، فهي تريده كالعجينة بين يديها وتريده أسمنتي صلب في تعامله مع الناس وفي مواجهة الحياة، وهنا تشعر بقوتها وتأثير أنوثتها.  
الذي يفهمها


أو بمعنى أدق نجد المرأة تعشق الرجل الذي يوهمها أنه يفهمها ويقدر مشاعرها وطموحاتها ولا يسخر من رغباتها، لأن هذه هي مشكلة معظم النساء حيث تجد كل امرأة تقول "أنا ما فيش احد فاهمني".

مجنون وغير روتيني

فالمرأه تكره الرجل الممل الروتيني الذي يقوم بنفس الأفعال في نفس الأوقات وبنفس الأسلوب حتى لو كانت أفعال جميلة، ولكنها تريد أن يغير لها في نظام حياتها ويفاجئها بالهدايا وبأفكار مبتكرة وبسفريات جديدة بل وموضوعات مثيرة.

الولاء


تعشق المرأة ولاء الرجل لها لأن كل امرأة دائما ما تكون قلقة بشأن المستقبل وبشأن استمرار ولاء شريكها لها، وخاصة مع تهديد هذا الولاء بالدمار مع كل كليب جديد لهيفاء وهبي.  
مشاعر الأبوة


وهذه الصفة توصلك إلى قلب كل امرأة بسهولة، فهي إما تكون راضية تماما عن والدها فسوف تحبك لأنك تحمل صفات الأبوة مثله، وإما أن تكون محرومة منها أو كارهة له فسوف تحبك أيضا لتعوضها عما فات

الرجال يعترفون…اشياء نكرها في النساء

 الرجال يعترفون .. اشياء نكرها في النساء
في استطلاع اجري على الانترنت قال الرجال بأن هذه الصفات هي التي تسبب انزعاجهم من الزوجةوفي حالات كثيرة تؤدي احدى أو كل هذه الصفات إلى مشاكل لاحصر لها 
. على أية حال، بالرغم من الصفات العديدة التي يحبها الرجل في تبقي هناك أمور تزعجه منها، ولأننا نحرص على أن تعرف ماذا يزعج الرجل فيها، سنقوم بتوضيح هذه الأمور، لعلك غاليتي تتغيرن وتبدأين في تفهم الوضع وبالتالي تفاديه:
1. الادعاء بأنها بريئة وعلى نياتها
غالبا ما تحاول العديد من النساء أن تظهر بمظهر الحمل الوديع أوالخالية من العيوب، حتى عيوب
البشرة. ولأننا لا نريد أن نظلم كل السيدات فنحن نحيا بالفعل المجموعة الصادقة والبريئة والنقية من
هؤلاء النسوة، ولكن الرجل يكره الفتاة التي تتحدث عن فضائلها وكأن أمها كسرت القالب بعد ولادتها.
وهي عكس ذلك على الواقع

2. المنتقدة للنساء الأخريات
هل تصدقن أيتها النساء، بأن الرجل ينتبه بالفعل إلى أسلوب تشويه صورة النساء الأخريات، ويكره هذه الصفة فيك، فهو يعتقد أنك واثقة من نفسك، ولا يهمك الحديث عن النساء الأخريات، ولكن من وجهة نظر امرأة لا أعتقد أن الرجال يجب ان يكونوا منزعجين فهم أيضا لا يضيقون حديثنا عن أي رجل سواء كان مذيع أم بائع الأحذية. أو المزارع
3. الغيرة
غالبا ما تستشيط معظم النساء غضبا لمجرد ذكر الرجل لاسم امرأة أخرى. وهذا أمر يزعج الرجال أحيانا، خصوصا إذا لم يكن هناك شيء يربطه بتلك السيدة، ولكن النساء لا يرحمن في هذه الجزئية بالذات، فبما أنك نطقت اسمها فلا بد أنه مهتم نوعا ما بها.وسمعنا عن حالات وحالات لمجرد أن
ينظر يمين أو يسار أو يمتدح معلمة إبنته بإنها مثابرة ومخلصة
4. الشعور بالاحتياج
بعض النساء يشعرن بحالة جدية من عدم الشعور بالأمان، أما بسبب حدث في حياتهن أو بسبب نقطة
ضعف لديهن. ولكن الرجل لا يحب السيدة التي تأتي باكية شاكية تطلب الدعم العاطفي بشكل مستمر. لذا
إذا كنت تعتقدين أنها أسلوب نافع في التقرب من الرجل فكري مرة أخرى.
5. التحدث بالرموز
وهذا يعني سؤال واحدا يزعج الرجل، ويجعله في مزاج سيئ، وهو ماذا يدور في ذهنك؟ تحب النساء
أن تسأل هذا السؤال لتعرف ماذا يدور في ذهن الرجل في حين أن الرجل يفكر في العديد من الأشياء
التي قد لا تعنيك والتي قد يستغرق شرحها ساعات. اسألي بالتحديد إذا كنت تريدين إجابة واضحة وإلا دعيه وشأنه.
6. غزو الفضاء الشخصي
تملك النساء تصرف لاإرادي بالفطرة، يجعلهن يرغبن في تعديل وإعادة ترتيب، وتنظيم شكل الرجل
وحياته، وخزانة ثيابه وأوقات فراغه، وأصدقائه, وهذا الأمر يخنق الرجل ويجعله يشعر بأنه مقيد في
منزله. فتوقفي! ربما يكون زوجك من النوع الأنعزالي ذو الشخصية الأستقلاليه..هذا النوع يحب
الأختلاء قليلا بنفسه فأنتبهي
7. يصبحن عاطفيات بسرعة
تبكي النساء لرؤية مشهد عاطفي، وعندما يكسر ظفرها، أو عندما لا تعجبها قصة شعرها، والاسوء
من هذا أنها تتوقع من الرجل أن يغير كل شيء بحركة واحدة وكأنه ساحر. بالطبع يحب الرجل
العاطفية ولكنه لا يحب سيل الدموع المنهمر لأنه بساطة غير مبرمج على التعامل مع هذه المواقف، دعي دموعك جانبا وتحدثي معه عن ما يضايقك، وستجدان حلا للمشكلة. لاتكوني سلبيه
يحدثني أحدهم أن زوجته لاتحسن الحديث ولا الحوار فقط الدموع هي سيدة الموقف
8. التسوق الجائر
نعم ايتها السيدات، يكره الرجل التسوق الجائر الذي لا يبقى ولا يذر، والذي يعني بأنه سيلازمك حتى
تغلق المحلات أبوابها، وهذا كثير على الرجل الذي اعتاد أن يدخل محل ثياب واحد، ويشتري ما يريه
إياه البائع، ويمضي. إذا كنت تحبينه،أرحميه أو خذيه معك إذا كنت تريدين معاقبته.
9. التحدث قبل الاستماع

كم مرة قال لك زوجك، هل استطيع ان إكمل حديثي الآن. يكره الرجال النساء الواتي يتحدثن ويعلقن
على كل المواضيع دون وجود داع. خصوصا أمام الأهل، وبصراحة أجد أن بعض الرجال يقومون بهذا
التصرف أيضا، فما أنت تبدئي بسرد قصة ما حتى يقوم بإكمالها دون سابق إنذار، أو يتنبأ بنهايتها,
وهذا أمر غير لائق بالفعل .
تعلمي تنصتين له عند حديثه لإنه أكبر دليل علىإهتمامك بمايقال

كلمات تنتشر بين بعض الناس على النساء مثل الشيطان تلميذ المرأة وهل هذا صحيح ..؟




 
 
الــسلامـ عـلـيـكـمـ ورحمة الله وبـركـاتهـ 

الــســؤال: 

شيخنا الفاضل بارك الله فيك 
انتشر بين الناس الحديث عن مكر النساء ، وأنهن أقوى من الشيطان نفسه ، وعبارات كثيرة على هذا النمط ... 
مثلا : آخر ما يموت من المرأة لسانها . 
والشيطان تلميذ المرأة ... 
وغيره الكثير ، وهي نقطة أثارها البعض في احدى المنتديات مستدلين بقوله تعالى : ( إن كيدكن عظيم ) 
وهذا عن كيد المرأة ، أما قوله تعالى عن كيد الشيطان : ( إن كيد الشيطان كان ضعيفا ) 
شيخنا الفاضل .......... هلا تكرمتكم بتوضيح هذه النقطة الهامة للجميع ، وأن تسمح للجميع بنشرها حتى تتضح المفاهيم .... 
بارك الله فيكم وجزاكم كل خير . 




الجواب : 


وفيك بورك أخيّـتي الداعية 
وجُزيتِ الجنة 
نعم أختي الفاضلة هذه كلمات تنتشر بين بعض الناس : 
آخر ما يموت من المرأة لسانها ! 
والشيطان تلميذ المرأة ... ! 
وغيره الكثير 
وأذكر أن أحد الشباب يُردد مقولة أخرى : الشيطان بلع كل شيء إلا المرأة وقّفت في حَـلْـقِـهِ !! 

لا شك أُخيّـتي أن المرأة شقيقة الرجل كما ثبت بذلك الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . 
وإن قيلت تلك المقالات فقائلها لا يخلو من أمرين : 
إما أن يكون قالها في امـرأة معيّـنة . 
وإما أن يكون قد أطلق اللفظ وعمّـم الحُـكم . 

فإن كان الأول فهو وارد ، إذ الآية واضحة في ذلك ، فهي قد وَرَدَتْ في حكاية قصة يوسف مع امرأة العزيز ، وكذب امرأة العزيز على يوسف عليه السلام ، بعد أن راودته عن نفسه وغلّقت الأبواب ... 
قال تعالى : ( فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ) 

فهذا حكاية قول عزيز مصر آنذاك 
فمن كانت كذلك كان كيدها عظيما 
غلّقت الأبواب 
وراود ذلك الشاب 
وشقّت قميصه 
وادعت زورا وبهتانا أنه أراد بها سوءاً 
كما في قصة جريج وخبره في الصحيحين 
وكيف أن تلك البغي رمَتْه بما هو منه برئ ، فادّعت أنه زنا بها وأنها حملت منه ، حتى أظهر الله براءته . 

فمن كانت على مثل ما كانت عليه تلك النسوة فكيدها عظيم 

وإن كان الثاني فقد ظلم المرأة 
فليست المرأة تلميذة الشيطان ، ولكنها إحدى حبائله ، خاصة إذا أغواها الشيطان وأغوى بها . فما ترك النبي صلى الله عليه وسلم فتنة أضر على الرجال من النساء . 

ومن النساء مَن لا يعرف الشيطان عليهن سبيلا 

ولا شك أن في النساء صالحات عفيفات غافلات عما يُراد بهن . 
ولذا قال الإمام النووي في شرح قوله صلى الله عليه وسلم " وقـذف المحصنات الغافلات المؤمنات " : والمـراد بالمحصنات هنـا : العفائف . وبالغافلات : الغافـلات عـن الفواحش وما قُـذِفْنَ بـه . انتهى كلامه - رحمه الله - . 
فالمؤمنات في غفلـة عن كل أذى ، وعن كـل مـا يخدش الحياء . 

ومن النساء : أمهات المؤمنين والصحابيات والصالحات من بعدهن ومنهن من تتلمذ على أيديهن العلماء الأفذاذ ، بل فيهن من تربى على يديها العلماء ، فلهن الفضل بعد الله على هذه الأمة . 
واليوم هناك من نساء الأمة الصالحات 
منهن من تتمنى أن تُقتل شهيدة في سبيل الله 
ومنهن من تحمل هم الأمة 
ومنهن من تحمل هم الدعوة 
ومنهن من هي حريصة على طلب العلم 
تتمنّى أن تُفني نفسها في طلبه 
ومنهن ،،، ومنهن ... 
ولاستعراض بعض النماذج والأمثلة المعاصرة أنصح بسماع شريط : المرأة والوجه الآخر للشيخ خالد الصقعبي وفقه الله . 

وحكاية قول امرأة العزيز يُشبه حكاية قول بلقيس . 
فقد حكى الله سبحانه وتعالى قول بلقيس عندما قالت عن نبي الله سليمان ( قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ) 
ومعلوم أن الإفساد لا ينطبق على نبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام ؛ لأنه ليس من المفسدين . 

ثم إن المكر والكيد يكون من الرجال كما يكون من النساء 
ولذا قال الله عز وجل : ( وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ ) 
واشترك القوم بالرأي والمكيدة ، فهو إفساد الطبقة المتنفّذة المتسلّطة ، ولذا قال سبحانه : 
( قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ) 
والتبييت قتله ليلا 
فهم خفافيش الظلام التي يبهرها النور فلا تستطيع أن تتحرك وتعمل إلا تحت جُنح الظلام . 

وأكثر من حكى الله عنهم المكر والكيد في القرآن الكريم هم من الرجال 
حتى وصف الله عز وجل مكر الكُفّار بالمكر الكُبّار 
قال سبحانه وتعالى عن قوم نوح : ( وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا ) 

ثم يرد السؤال هنا : 
هل المرأة إلا جزء من الرجل ؟؟ 
فتكوينها جزء من تكوينه 
وطبيعتها جزء من طبيعته 

فإن انتقصها الرجل أو احتقرها 
فهي منه وإليه 

مِنْهُ خُلِقت 
ومنها خٌلِق 

وهل الرجل إلا وليد المرأة ؟؟ 
فهي أمه 
وهي أخته 
وهي زوجته 
وهي ابنته

تصرفات تؤكد لك.. انه لا يحبك ولكن يستغلك


قد تبرز بعض الإشارات التي تثبت أنّ حبيبك يستغلّك الى حدّ ما ولكنّك لا ترينها بأمّ عينك. إنّ بعض النقاط تثبت لك هذا الشعور ولكنّك تستحقّين الأفضل وإنّ التلاعب بك أمرٌ خاطئ بالتأكيد.

إليك إذاً بعض الإشارات التي تثبت لك أنّ حبيبك يستغلّك...

• تدفعين في كلّ مرّة تخرجان
على الشابّ دائماً أن يدفع ليبيّن للمرأة كرمه ولأنّ العادات تفرض ذلك فإن شعرت المرأة أنّها تدفع المال في كلّ مرّة تخرج مع حبيبها، فذلك يثبت لها بالتأكيد أنّ حبيبها يستغلّها فحاولي ولو مرّة واحدة أن لا تدفعي لتري ما قد يحصل.

• يتّصل بك إذا ما أراد منك شيئاً
قد تشعر المرأة إن كان الشاب الذي تحبّه لا يتّصل بها أو لا يأتي الى منزلها إلا إذا أراد منها بعض الأشياء، إنّ ذلك خير دليل على أنّه يستغلّها فعلى الرجل أن يكون دائماً بالقرب من المرأة لا عندما يحتاج هو إلى ذلك.
• يعتمد عليك في الشؤون المالية
إذا كان خطيبك يتركك تدفعين كلّ شيء وأنتما تحضّران للزفاف من أثاث البيت الى الأغراض التي أنت بحاجة إليها فهو يتوقّع أن تسدّدي أنت الفواتير ايضاً في المستقبل بعد أن تتزوّجا وسيعتمد عليك في كلّ شيء وذلك إثبات آخر على أنّه يستغلّك.

• إنّك توافقينه
إذا كنت تشعرين أنّك توافقين الحبيب على كلّ ما يقوم به ودائماً فأنت تُعتبرين الأفضل بالنسبة إليه لأنّك تفعلين المستحيل من أجله وتكرّمينه وهو يحتاج الى فتاة مثلك لذا فهو يستغلّك.

• يلومك على ما لم تفعليه
إذا كان حبيبك يلومك على الأمور الخاطئة التي تحصل في حياته ويقول إنّها غلطتك بيد أنّك لم تفعلي شيئاً فإنّ تلك إشارةٌ على أنّه يستغلّك.

• لا يشتري لك شيئاً
من الطبيعي أن تشتري لحبيبك بعض الهدايا في مختلف المناسبات ولكنّه لا يبادلك الفعل فإنّ ذلك يثبت لك أنّه يستغلّك فحسب.

• لا يهتمّ لمشاعرك
إذا كان حبيبك لا يهتمّ لمشاعرك فيتصرّف على هواه ومن دون أن يسألك رأيك هو بالتاليّ يستغلّك ولا يحبّك.

إذا كنت ترين أيّاً من هذه الإشارات فأنت لست في علاقة ناجحة، وقد يتركك الحبيب في أيّ لحظة، من هنا عليك أن تتصرّفي بحذر فربّما لم تعرفيه منذ البداية كما أنّك تحبينه.

liniwih

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...