مع تساقط قطرات المطر الرقيق، أتذكر عشق سيرك تحته، أتذكر يوما سمعت خطوات قدميك المتسارة،
أتذكر صوتك الذي كان به بحة، صوت جميل أردت امتلاكه وحدي و لا يشاركني غيري فيه
أذكر فقط، كل هذا مع تساقط المطر أتذكر،
مع كل خطوة أتذكر، مع كل كلمة اتذكر، مع كل حركة أتذكر، أنت خطواتي، و أنت كلماتي، و أنت حركتي و حتى سكوني في ليلي،
يا قلبي هل تدرك ألمي كل يوم، لما لا تستطيع الحقد؟ الحقد عليها، ألا تستطيع تعلمه؟ ما اسهل الحقد فهو أبسط من العشق
يا قلبي...، أتدريد طبيبا للقلوب؟ يداويك من ألامك و ينسيك ذكرياتك، لا تريده حتما فطبيبك كان و مازال كل يوم مجرد كلمة منها
و إن كانت الآن تخرج من لسانها و ليس من قلبها، قالت عقلها يتحدث، يا قلبي هي جبانة أم أنت الجبان، لكنك لا تأبي الهروب،
و تصر على المواجهة رغم الطعنات، طعنات عقلها الذي يصر على السكوت، على عدم البوح،
يا قلبي...،
لما لا تصمت و تتركها تنتظر، تفكر، قد فعلت سابقا معها، لكنك ابدا لا تصبر على تركها حائرة عكسك،
يا قلبي اسكت، اخرس، لا تتكلم، و لا تخرج حرفا، لكنك تقول تستحق على بؤبؤ العينين فداءا لها،
تعيش أعمى و هي ترى، تقول ما أجمل أن ترى بعينيك، و أنت حلمك أن تراها لحظات، و تعمى،
هل انت أعمى البصيرة يا قلبي، هل أنت مجنون، غبي أم أحمق، أم جاهل بنفسك و حياتك،
----
يا أنت أنا قلبك يجيبك، يفعل العاشق بنفسه ما لا يفعل المجنون بغيره،
فداها روحي قبل جسدي شاورت عقلك فاتفك على أنها توأم روحك رغم أنها تنكره،
ظلمتك بصمتها، و ظلمتها بشكك، ثق بالله و ثق بي ألا تتذكر كلماتها تلك
فثق بالله أولا، و ثق بالله آخرا، و توكل على الله أولا، و الله المستعان في كل وقت،
ثق بها ترجع لك حتما يوما ما و لا تيأس فمع ربك لا وجود لليأس، و ما اليأس إلا من نفسك
تذكر هذا قالت لك أنت مثل ماء الحياة لها فكن ذلك الماء العذب الذي ينعش الجسد الضمئان، و ينعش الروح التي رأت مهلكها
اصبر و فقط جوابي لك و لها.
