متألقة أنتِ...

 


في أحد الأحياء الراقية كان يوجد محل لبيع الحلويات يديره زوجان...
الزوجة تعد هذه الحلويات و الزوج يشرف على عرضها لزبائن...
في أحد الأيام عٌزما لحضور حفل زفاف أحد الأقارب...
وقد قررا الزوجان تلبية الدعوة عندما يحين موعدها...
مرت أيام ليحين موعد الحفلة ...
خرج  الزوج من غرفته بعد أن حضر نفسه وجلس في قاعة الجلوس ينتظر زوجته ...
نادها ورجاها أن تسرع فالوقت تأخر وهي لم تكمل تحضير نفسها  بعد لهذه الحفلة...
وإذا بالزوجة بعد لحظات  تخرج من الغرفة...

 

تسمر الزوج  في مكانه دون أن يٌبدي أية ردة فعل...
في نفسه قال : أهذه زوجتي ؟!
             أيٌعقل أن تكون بهذا القدر من الجمال ؟ أنا لا أذكر أخر مرة رأيتها بهذا التألق؟
أين هي تلك الطباخة التي لايوجد على وجهها طوال الوقت غير الدقيق...
أين هي تلك المنظفة التي لا تلبس إلى البالي القديم  في منزلها...
أين هي تلك الزوجة التي نسيت كيف تسرح شعرها وتضع مجوهراتها وتهتم بنفسها...
أين هي ....

 

ابتسمت الزوجة فهي لا تعلم ما يجوب بخاطر زوجها...
لكن الزوج أطال التحديق...وإذا به مسرعا بصوبي المطبخ يتجه...
سألت نفسها : ما لذي يفعله أوليس من كان يستعجل ذهبنا ؟ فلما ذهب ؟
وإذا بالزوج يعود بعد لحظات مخفيا من وراء ظهره شيء تجهل ماهيته...
تقدم أمامها وقال لها أغمضي عينيك...
بطيب خاطر وسعادة فعلت ...
وإذا بالزوج يسكب على رأسها كيسا من الدقيق...
حتى صارت تبدو ككعكة لم يتم إكمال باقي مكونتها...


غضبت الزوجة غضبا شديدا وراحت تلومه لوما شديدا على تصرفه...
صمت الزوج ...لكن صمته لم يدم طويلا...
قال :
جميلة أنتِ...
فاتنة أنتِ...
متألقة أنتِ...
لكن  لمن ذاك الجمال ؟ لمن ذاك التألق ؟
أيٌعقل أن يكون الغرباء أحق مني برؤية هذا الجمال...
أو أني لا أستحق أن أرى الجمال من حولي وفي بيتي...
أأبحث عنه في الشوارع وعلى شاشات التلفزيون وفي الحفلات المختلطة...
أم أن نصيبي حددته بنفسكِ وهو لا يتعدى وجود امرأة بلا وجود ...
امرأة تهتم بكل شيء ما عدا اهتمامها بنفسها...
هنا سكتت الزوجة حتى الأنفاس انقطعت...


وكيف لا تسكت وهي من ظنت أن المنزل مقبرة للجمال وما خلفه حياته...
كيف لا تسكت وهي من اعتقدت أن الأغراب هم أحق الناس برؤية جمالها...
أو ليس زوجها أحق بذلك...
أو ليس أباها أحق بذلك...
أو ليس أخها أحق بذلك...
أوليس أمها أحق بذلك...
أو ليس أختها أحق بذلك...
نعم عائلتها  أحق الناس برؤية جمالها...
جمال تهتم به لإسعاد نفسها و أسعاد من حولها به...
فلا يوجد أجمل من أن تدخل منزلا أهله يرتدون أجمل الهندام ويتعطرون بأزكى الروائح...
هو شيء يرفع من المعنويات حتى وإن كانت تحت البلاط...


فتألقي ياحواء  بغض النظر لنظرتك لمقدار جمالكِ...
فكل حواء لها جمال خاص بها... فالله خلقنا وأحسن خلقنا...
و لا تنظري لمقايس الجمال التي أشاعتها وسائل الاعلام...
فهو جمال مشكل بلا شك مٌركب من قطع بلا روح...
 أكنتِ طويلة أم قصيرة...سمينة أو نحيفة... سمراء أو بيضاء...
فالأكيد أنكِ كما أنتِ جميلة جوهر ومظهر...
 فابرزي ذلك لمن حولك لا للغرباء في الشوارع...
  

0 commentaires:

Dí lo que piensas...

liniwih

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...