الأضحى وحقيقة التوحيد

 بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأضحى وحقيقة التوحيد
حقيقة التوحيد أنه توحيد الله - سبحانه وتعالى - توحيداً خالصاً صواباً توحيد القول وتوحيد العمل وما يكون هذان إلا بعد توحيد القلب ( الرجاء، والخوف) وما يكون من مثل: توحيد الطلب المسألة، توحيد العبادة، توحيد الخشية.
فحقيقة التوحيد: إخلاص القول والعمل لله وحده دون سواه، ولهذا بطلت العبادات الوثنية حساً ومعنى، أبطلها العقل السليم والفطرة النقية والتوجه الفطري أصلاً، من أجل ذلك ثبت الشك في حقيقة: البدوي، ثم اتضح بعد تمحيص ودراسة أنه ليس قبره، وكذا الحسين أو رأسه كما يُشاع وكذا: زينب، وقس على هذا الكثير مما لم يثبت به سند صحيح يسلم من العلة أبداً علة السند وعلة المتن، وهذا دال دون ريب إلى أثر ضعف أصل التوحيد الخالص الصواب، أو زعزعته ببدع ركزت مع الزمن حتى صارت عبادة يظن صاحبها أنه على صواب، وقد يقاتل عليها، فإذا هي: والخيال السيئ شيء واحد يتبين ذلك بعد ذلك كحال كثير من الأضرحة التي ثبت أنها ليست لمن سُمي بها، ثبت هذا بعد تمحيص الآثار المبثوثة في كتب المتصوفة والأخبار والسير وذلك بنظر حال: رواة الآثار ما لهم وما عليهم، ولعل النذور والذبح للقبور يهم المسلم أن يعرف أنه: شرك لا مرية فيه حتى وان أوَّل الناذر أو الذابح أنه ليس كذلك، وقد نهض الإجماع على أن من تقرب لصاحب قبر أو خافه أو رجاه أو ذبح له أو نذر أو تمسح به مع خوف ودعاه أنه شرك، ولهذا جاء بالمنزل الكريم قال - سبحانه -: ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له)، وهذه من الآيات العظيمة في صرف جميع العبادات القولية والفعلية لله - سبحانه وتعالى – وحده، وكنت قبل الآن قد بينتُ أمر: الأضاحي فهاأنذا أعيد ما سلف من قبل؛ للحاجة إليه، وبيان ما يحتاجه المسلم العاقل الفطن الأمين في هذا مما تيسر لي.
قلت هناك: الأضحية قربة من القربات لله وحده دون سواه، ثم بينت كذلك أن أصلها اللغوي: أُضحية بضم المهموز، واحدة أضاحٍ ليدخل في هذا عموم ما ورد الشرع بإجزائه كالإبل والبقر كل واحدة منها عن: سبعة، والأضحية لم أقف على نص صحيح أنها: واجبة لكنها سنة ثابتة، ولهذا فالأضحية سنة لمن قدر على ثمنها وشرط هذا كما يلي:
1 الاستطاعة.
2 تمام شروط الأضحية.
3 أن تكون قيمتها من مال حلال.
4 أن تُنحر بعد صلاة العيد.
5 أن تنحر إلى آخر اليوم الثالث.
6 أن توجه إلى القبلة.
وأبين هنا أموراً لابد منها:
1 الضأن ما تم له: ستة أشهر.
2 المعز ما تم له: سنة.
3 البقر ما له: سنتان.
4 الإبل ما له: خمس سنين.
5 تجزئ الضأن والماعز كل واحدة منهما عن الواحد وعن أهل بيته.
6 تجزئ البقرة عن: سبعة.
7 تجزي البدنة عن: سبعة.
وشرط الأضاحي:
1 أن تكون من مال حلال.
2 ألا تكون عوراء بيناً عورها.
3 ألا تكون عرجاء بين عرجها.
4 ألا تكون عجفاء لا مخ فيها.
5 ألا تكون هتماء سقطت ثناياها.
6 ألا تكون مريضة بيناً مرضها.
7 ألا تكون فاقدة للحليب أصلا.
8 ألا تكون مقطوعة الأذن.
9 ألا تكون ذاهبة القرن بكسر.
10 ألا تكون: جرباء.
11 ألا يكون مقطوعاً منها شيء.
12 ألا تكون مصبوغة اللون من باب الغش.
وأبين ما يلزم بعامة:
1 يحرم الغش بعامة.
2 وعلى هذا فالقيمة محرمة على البائع.
3 لا يجوز التحايل بالتوكيل كمن يوكل غيره ليذبح عنه وذلك حتى يحلق شعره ويقص أظافره، فالحيل باطلة.
4 من عليه دين ناجز يجب سداد دينه وهذا أولى من الأضحية.
5 لا يجوز أخذ شيء من الشعر أو الأظافر لمن أراد أن يُضحي.
6 لا بأس بالتطيب.
7 لا بأس بمشط الشعر مع الحذر.
8 شراء الأضحية لا وقت له.
9 يجوز للمرأة أن تذبح.
10 الأضحية تكون ثلاثة أقسام يأكل منها صاحبها الثلث ويتصدق بثلث، ويوزع الثلث الأخير.
11 يجوز إشراك الميت في الأضحية حسب علمي.
12 لا يُباشر الأضحية من لا يُصلي أو هو مُتهاون بها.
13 إذا عُينت الأضحية فلا يصح بيعها.
14 لا يتصدق بقيمتها فيكون هذا بمثابة الأضحية فهذا غير ذاك ولا يحل محله نقلاً وعقلاً.
15 لا بأس من تبادل الهدايا بين المعارف والجيران والتوسعة على الفقراء المعروفين أولى وآجر.
16 لا يُعطى الجزار من الأضحية شيئاً لكنه يعطى أجرة مناسبة.
17 العيد من لازمه النظافة ولهذا لا يجوز أذى المسلمين وذلك بطرح الدماء وبقايا الأضاحي في الطرق أو تكديسها في الزبالات اعتباطاً.
18 يجوز للحاج متمتعاً أو قارناً أو مفرداً أن يوكل من يُضحي عنه حتى وان كان المتمتع والقارن يجب عليهما الهدي لعدم ورود نص صحيح فيما أعلم بالنهي عن هذا، ولأن فضل الله - تعالى -واسع والأضحية ودم الهدي عبادتان لكل أجره.
19 لا يحسن بالمسلم أن يستدين من أجل أن يُضحي لكن يجوز للفقير والمسكين إن حصل لديهما مال أن يشتريا الأضحية من مال: الزكاة أو مال: الصدقة المطلقة ولا حرج في هذا.
20 لا يحق لبائع: الغنم أو الماعز وما شابههما مما يكون أضحية كالإبل والبقر أن يؤكلها طعاماً خاصاً بالتسمين يعتمد على ما يضر وليس أصلاً مفيدا وهو: الغذاء الطبيعي.
21 يحرم إخفاء العيوب الداخلية لكافة ما يكون أضحية، والمسلم مطالب بالصدق فيما يأخذ ويذر ولعل أول ما يجنيه من يغش: الندم ولو بعد حين، دع عنك إعادة الحقوق إلى أصحابها بعد ذلك الندم، والذبح يكون خاصا لله قربة إليه، وأجره وثوابه لصاحبه ومن كان قد نوى له معه أجراً كالأب والأم ومن له حق عليه: فلا يصح في الذبح أنها لقبر ما أو كاهن أو ساحر فهذا شرك بيّن.
وقد ذهب بعض الناس في كثير من مناطق الجنوب الأفريقي الغربي، وبعض دول شرق آسيا إلى الذبح بطريقة ليست صحيحة مثل:
1 عدم تقدير السن في الأضحية.
2 الذبح على اليمين.
3 قول: ( بسم الله الرحمن الرحيم).
4 أحياناً الذبح بحضور ولي.
5 امتداد الذبح إلى اليوم الرابع.
6 عدم ذبح البقر.
7 التلطخ بدم الأضحية.
8 دفن جلدها، وهو اعتقاد باطل.
9 وجوب الذبح حتى مع الفقر، ولعل ما يحصل فوق ما ذكرت لكنه التنبيه اللازم ذكره حتى لا يجر هذا مع الأيام إلى ما هو شر منه، ورحم الله بواسع رحمته الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب فكم لهما من فضل: الأول فضل إمامة القيادة والخير، والثاني فضل البيان والعلم، والتوحيد أهم العلوم وأعظمها وأجلها وإليه يُصار، وهو الركيزة المهمة في حياة الخليقة وما يجب أن يكونوا عليه، بوعي، وصدق، ودوام، ولهذا وجب تعاهده وتنقيته من الشوائب والبدع، والعلماء وطلاب العلم عليهم مُهمة جليلة تجاهه لبيان أمره من: حقيقته، وأركانه، وشروطه، ودلالاته، وعوارضه، ونواقضه، وأسباب ذلك

0 commentaires:

Dí lo que piensas...

liniwih

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...