سادة في يوم الحج الأكبر

سادة في يوم الحج الأكبر

أمة الإسلام أمة ممتدة الجذور، ضاربة في أعماق التاريخ، أمة لا تعرف الحدود الزمانية، ولا تحدها الحدود المكانية، أمة شعارها لا إله إلا الله، ومنهجها سنة أنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم.
هذا المعنى العظيم أعلنه القرآن بـ"وإنّ هذه أمتكم أمة واحدة"وأكدته الشريعة بشعائر كثيرة منها الحج والأضحية.
فالحجاج يسعون بين الصفا والمروة ويتذكرون أمهم هاجر - رضي الله عنها -، ويرمون الجمرات فيتذكرون أباهم إبراهيم - صلى الله عليه وسلم -، وينحر الحجاج في منى والمسلمون في كل مكان ويتذكرون فداء إسماعيل - صلى الله عليه وسلم -.
إن هذه التشريعات لم تأت تعنتا بلا حكمة - تعالى -الله مشرعها كلا، بل لها حكم عظيمة، منها تأكيد الارتباط الوثيق بين أفراد الأمة، ليس في حاضرها فقط بل في حاضرها ومستقبلها وماضيها، أولم يثن الله - عز وجل - على من جاء بعد المهاجرين والأنصار ووصفهم أنهم يدعونه بقولهم"ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان"
أولم يقل الرسول - صلى الله عليه وسلم – لأصحابه: ((وددت أنّا قد رأينا إخواننا. قالوا: أو لسنا إخوانك يا رسول الله. قال: أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد)).
فإذا كان هذا في ارتباطنا بماضي الأمة ومستقبلها فكيف يكون الأمر في حاضرها؟ لا شك أنه سيكون أعظم ارتباطا، وأشد وثاقا.
فعلى المصلحين في الأمة أن يلتفتوا إلى ما يقوي أواصر الارتباط ويزيدها، وأن يسعوا جاهدين إلى إزالة ما يفرقها، فإن أمة الإسلام أمة مباركة، كالغيث لا يدرى أوله خير أم آخره كما جاء في الحديث، ولاشك في أن من يسعى لتوثيق رباط الأمة ببعضها لاشك في أنه يقوم على ثغر عظيم الأجر، خطير الأثر، ولاشك في أنه سيد وإن لم يسود، فقد قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن الحسن بن علي - رضي الله عنهما -"إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين".
08/12/1425 هجري الموافق 18/01/2005 ميلادي

0 commentaires:

Dí lo que piensas...

liniwih

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...