ذكريات :

السلام عليكم
.........
أتذكر أيام الإبتدائي عندما كانت أمي توقظني صباحا للذهاب إلى المدرسة ...أتذكر جيدا ذلك البرد القاتل ، الذي كان يجبرني على وضع جواربي الممزقة من الأمام ،يجبرني على وضعها معي في الفراش ليلا قبل النوم ، كي أستيقظ في الصباح و أجدها دافئة و ألبسها ...
من منا لم يتمنى لو أن المدرسة تهدم ذاك الصباح ، أو تحل أي مصيبة تمنعك من الذهاب إلى المدرسة في ذلك البرد القاتل كي تعود إلى الفراش الدافئ و تستمتع بحرارته ...
في الوقت الذي أتردد فيه بين الخروج من الفراش أو الخلود إلى النوم تكون أمي قد حضرت الفطور ، كم كان لذيذا ذلك الخبز المتبقي من ليلة أمس ...
تسخنه على المقلاة و تسكب لي كأس شاي '' بالنعناع '' و بطبيعة الحال '' طبيسلة ديال الزيت البلدية ''
حالما أنتهي من تناول الفطور أبدأ بالبحث عن محفظتي التي كنت أرميها في أحد أركان المنزل بمجرد وصولي من المدرسة ....
تبا ... لقد تركتها في منزل صديقي '' مصطفى '' بالأمس عندما خرجنا مع 18 : 00 مساء ..أتذكر كيف كنا نركد آنذاك إلى منزله لمشاهدة حلقة جديدة من 
'' ڭريندايزر '' ....
خرجت بسرعة من منزلي متجاهلا صياح أمي : ( أفيناهي المحفظة ديالك ؟؟؟؟) ...لأجد صديقي ينتظرني في الخارج و في يده محفظتي المفقودة ...
لحسن حظي لم تكن المدرسة تبعد مسافة طويلة ....كم كنت أكره تلك المحفظة ، ليس لأني كنت أكره الدراسة ، لكنها كانت جد ثقيلة ..كتب و دفاتر كثيرة .....
وصلنا إلى المدرسة ... و قبل أن يبدأ الدرس تأمرنا المعلمة بجلب بعض الحطب لوضعه في المدفأة هذه الأخيرة لم تكن لتدفأتنا نحن ، بل كانت لتدفأة المعلمة الشريرة ...أتذكر جيدا المسافة التي كانت تفصل بين المعلم و المدفأة ، كانت بحوالي مترين فقط ..بينما كنا نحن نتجمد بشدة البرد القاتل الذي يدخل من النافذة التي تكسترت منذ ثلاثة أشهر و لم يتم إصلاحها بعد ..
و الغريب في الأمر أن ثمن تلك المدفأة و حطبها دُفِع من جيوب آبائنا ...كنا نشتري الحطب كي تتدفأ المعلمة التي كانت تكافئنا ب '' التحميلة '' و ضربنا على أرجلنا و أيدينا بمجرد ارتكاب خطأ بسيـــــــــــــــــط ...
.........................................
إيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه ......أيام ...

0 commentaires:

Dí lo que piensas...

liniwih

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...